معرض الكتاب والنجاح !
نستطيع القول بأن وزارة الثقافة والإعلام سجلت نجاحا يضاف إلى نجاحاتها السابقة في تنظيم معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام ، تحت شعار ( الكتاب .. رؤية وتحول ) بدليل الإقبال الكبير والمتزايد على المعرض من مختلف الشرائح والأعمار ، مما يعطي انطباعا جميلا عن تنامي الوعي المجتمعي بقيمة الكتاب وأهمية القراءة التي تفتح نوافذ إلى عوالم المعرفة .
ولعل من علامات النجاح مشاركة نحو خمسمائة وخمسين من دور النشر والجهات الأخرى وكذلك الطلبات الكثر من دور النشر التي لم تتح لها فرصة المشاركة من دول عديدة . ذلك لأن معرض الرياض الدولي للكتاب أخذ سمة التميز من ناحية الإعداد الدقيق والتنظيم الجيد ، وكذلك البرامج الثقافية المصاحبة ، والإقبال الجماهيري والقوة الشرائية .
وهذا بلا شك سيكون له أثره على المدى القريب والبعيد في تحريك الفكر والتحفيز على الإبداع . لا سيما وأن الكتاب هو وعاء المعرفة الإنسانية على تنوع فروعها وأشكالها ، والاهتمام بالكتاب اهتمام بالفكر بكل تأكيد .
وفي الواقع رأينا شواهد تدعو لكثير من التفاؤل بمستقبل ثقافي وعلمي مشرق بإذن الله ، من خلال زيادة أعداد المؤلفين السعوديين – كل عام – في مجالات مختلفة ، وكذلك خوض الشباب الصاعدين لتجربة التأليف والعناية بالبحث كأحد مخرجات القراءة الواعية . تعززها جائزة الثقافة والإعلام للكتاب ، التي تمنح لأفضل الكتب الجيدة في فروع عدة . بهدف إرساء قواعد صناعة الكتاب السعودي القيم ، من خلال دعم وإبراز الكتاب المتميز وتشجيع المؤلفين السعوديين للتأليف الرصين ، وتقديم أفضل ما لديهم من حصيلة علمية وقدرات بحثية وإبداعية .
والجميل في المعرض أسلوب التجديد والتطوير من منطلق الحرص على نشر المعرفة الفكرية والثقافية والأدبية لكافة شرائح المجتمع ، بإقامة برنامج ثقافي متنوع ، اشتمل على الندوات والمحاضرات شارك فيها كالعادة نخبة يتم اختيارهم بعناية لغرض الإثراء المطلوب . وهناك منصات التوقيع كجانب من الدعم والتشجيع وتهيئة فرص التواصل بين القراء والمؤلفين والشعراء والقاصين والروائيين … وكذلك البرامج الموجهة لفئة الشباب بتسليط الضوء على عدد من التجارب الملهمة من المبادرات الشبابية الناضجة .
وأيضا البرامج التي استهدفت شريحة الأطفال لتنمية حب القراءة في نفوسهم عبر ورش العمل الخاصة بتدريبهم على الكتابة وتأليف القصص وتوسيع خيالهم ومداركهم وهم يشاهدون المسرحيات المخصصة لهم والاستماع لما يسرده الحكواتي من حكايات مدهشة .. لتنمية الوعي المبكر لدى الصغار وتدعم حب القراءة وفتح المجال أمام إبداعاتهم المستقبلة .
وبهذا تستحق الوزارة الشكر على هذه الجهود المضيئة لنشر المعرفة والارتقاء بالفكر,وبقي أن ندعو دور النشر لأن يكون لديها طبعات شعبية بأثمان معقولة لتتاح للجميع فرصة اقتناء الكتب المرغوبة وبالقدر الذي يساهم في رفد الوعي والارتقاء بالأفراد والمجتمعات.
التصنيف: