جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه للامة قبل ايام.. جاءت في وقتها بهدف التنبيه بالمخاطر التي تحدق بالامتين العربية والاسلامية من جراء ما يحدث من جماعات الفكر التكفيري والمتطرف من ارهاب وسفك للدماء في عدد من البلدان العربية .. وجاءت في موعدها لايقاظ الامة من عفوتها للم الشمل والتوحد ضد هذا التطرف وهذا الارهاب الذي تنتهجه مجموعات وجماعات تدعي زورا وكذبا وبهتانا انها تحمل لواء الاسلام.. والحقيقة هم ابعد ما يكونوا عن الدين والاسلام ولا علاقة لهم بهما من قريب او بعيد.. وبكل اسف وأسى هناك شباب من الاقطار العربية والاسلامية يتعرضون للتغرير للانضمام الى هذه الجماعات التي شوهت صورة الاسلام في اذهان شعوب العالم.. ان الاسلام يواجه اليوم حرباً ضروساً تعددت مصادرها وتنوعت اشكالها وتبدلت وسائلها لتتناسب مع تغيرات الاحوال وتبدلات الزمان واختلاف المكان وان اتفقت كلها على وحدة الهدف والمحاولات المستميتة.
إن الكشف عن جذور التطرف والعنف والارهاب ومعرفة اسبابه هو موضوع الساعة وهو من اشد الموضوعات خطورة واثرا واجدرها بالدرس المتأني ذي النفس الطويل والتمسك بالمنهج الامثل المنهج الحق الذي ارتضاه لنا رب العالمين.. يقول عز شأنه : (وأن هذا صراطي مستقيما فابعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) (سورة الانعام الآية 153).
ان مما ابتليت به الامة الاسلامية اليوم قضية العنف والغلو والتطرف التي عصفت زوابعها بأذهان البسطاء من الأمة وجهالها وافتتن بها اهل الاهواء الذين زاغت قلوبهم عن اتباع الحق فكانت النتيجة الحتمية ان وقع الاختلاف بين اهل الأهواء وافترقوا الى فرق متنازعة متناحرة همها الاوحد ارغام خصومها على اغتناق ارائها بأي وسيلة كانت فراح بعضهم يصدر احكاما ويفعل اجراما يفجرون ويكفرون ويعيثون في الارض فسادا ويظهر فيهم العنف والتطرف افراطا وتفريطا وهي فتنة عمياء تستوجب التأمل وتستدعي التفكير في الكشف عن جذورها في حياة المسلمين المعاصرين وهذا يعد من اهم عوامل التخلص من الخلل الذي اثقل كاهل الامة واضعف قوتها وفرق كلمتها.
لقد بات من الضروري الاهتمام ببناء الفرد المسلم على اسس عقدية ايمانية تعيد صياغة النفوس وتفتح آفاق العقول وتبث فيه روح الدين الحقيقي.إن المدرسة يجب ان تتحمل الدور المناط بها في غرس القيم الاخلاقية النبيلة في نفوس افراد المجتمع بقدر ما يسود ذلك المجتمع الامن والاطمئنان والاستقرار, ويمثل النسق التربوي احد الانساق الاجتماعية المهمة التي تؤدي عملا حيوياً ومهماً في المحافظة على بناء المجتمع واستقراره.
اما العلماء فعليهم دور مهم في ترشيد مسيرة المسلم بتحصينه بالفكر الاسلامي الصحيح وحمايته من الافكار الضالة الهدامة وتأصيل معاني الخير في نفسه ليكون عنصرا بناء في المجتمع.
ومن نعم الله تعالى على هذه البلاد انها ليست ارضاً للارهاب ولا لإنباته وندعو الله عز وجل ان يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه وأن يوفقنا لما فيه خير الإسلام والمسلمين.
للتواصل 6940973

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *