معالي وزير الصحة وحلول صحة جدة (2/3)

• صالح المعيض

ذكرت في مقالة ماقبل اجازة الحج أنه عودا الى ما قبل 13 عاما بالتمام والكمال حينما تذكرت وانا ارى حال جدة الصحي المتردي يقلق كل متابع للشأن الصحي والذي جعل ولي الأمر يوجه بما يمكن من التطوير الفعلي الجاد . آنذاك تلقيت تكليفا بعضوبة اللجنة الاستشارية لمجلس تطوير الخدمات الصحية بمنطقة مكة المكرمة من سمو امير المنطقة آنذاك صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله. بعدها قدمت شرحا وافيا عن الرؤى التي اراها ، وان حال الخدمات الصحية بجدة خاصة ومنطقة مكة عامة يحتاج إلى نقلة نوعية جادة .
انا اتابع واقع الصحة بشكل عام وسبق أن سجلت ذلك عبر أكثر من مائة مقال ، وغيري كثر تناولوا ذلك وبقي الحال السلبي ملازما كواقع معايش ومسكوت عليه رغم تعاقب أصحاب المعالي . ولعل آخرهم معالي الوزير المهندس عادل فقيه الذي مع بداية توليه كتبت هنا ثلاثة مقالات متتالية تحت عنوان ( فقيه وكوارث جدة الصحية . واشرت إلى الصدمة بقرار أن تكون مرجعية كل من مستشفى الملك فهد و مستشفى شرق جدة، لمدينة الملك عبدالله.وهنا أدركت فعلا حجم المشكلة في الأشهر الأخيرة . فكيف يسند أكبر مستشفى يخدم المرضى من تبوك حتى جازان إلى إدارة مدينة الملك عبدالله التي لها ثلاث سنوات عجزت عن تشغيل المدينة ولو تدريجيا . ثم ما الجدوي من وجود مديرية للشؤون الصحية بجدة إذا سحبت منها اكبر ثلاثة مستشفيات : مستشفى الملك فهد ومدينة الملك عبدالله ومستشفى شرق جدة ؟!
اليوم خدمات مستشفى الملك فهد ، لا ترقى للطموحات. والمرضى وذوو الحالات الحرجة يبقون في الطوارئ لأيام لأن أوامر التنويم مقننة بحجة قلة الإسرة والاطباء ، بينما الأسرة تحجز سلفا ولغير الحالات الحرجة. والقرار يأتي تأكيدا لما ناديت به خلال السنوات الأخيرة من قصور واضح لإدارة الشؤون الصحية بجدة . ولكن محاولة التصحيح ابقت السبب وتفردت بثلاثة مستشفيات على حساب محافظة كبرى .
حقيقة لا أدري ماذا بقي من خدمات للشؤون الصحية بمحافظة جدة فئة (ا) غير مراقبة المستشفيات الخاصة والمستوصفات ، وحصر المستشفيات الكبرى تحت إدارات فردية سيشوبها العديد من السلبيات مستقبلا ، أما عن مستشفيات جدة الخاصة والمستوصفات فحدث ولا حرج . بالأمس إحتاجت أسرة لحالة إسعافية حرجة لمستوصف خاص بتقاطع صاري مع شارع الخطيب التبريزي . وذلك في الساعة الخامسة والربع فلم تجد طبيب كل الذين متواجدين لفتح ملفات وقبض الرسوم ثم إستدعاء الطبيب فيما بعد ، وسيارة الإسعاف كانت صورية أمام العيادات ، مما أضطر الاسرة لنقل مريضهم لمستوصف البحيري القريب من ذلك المستوصف ، وهذا حال معظم مستوصفات جدة .
بالأمس قدر لي مراجعة الشؤون الصحية بجدة وواجهت عصف إداري مشين من قبل مساعد مدير ادارة شوؤن القطاع الخاص . الذي زايد جهار نهارا على حق مواطن في العلاج على نفقة الدولة وفق نظام (إحالات إسعافية) ولا أكثر . تحت مسمى مساعدة ومنة شخصية . وحينما ابديت له وجهة نظري في أن النظام يمنح المواطن العلاج وفق الضوابط وليس التفضل بالمساعدة رفض إكمال إجراءات الإحالة واقسم أن لايعملها مما أضطرنا للجوء لـ مساعد المدير العام الذي كان في قمة حسن التعامل والذي تفضل مشكورا بالتعميد بإنهاء الإجراءات . وهذا الموضوع سأتناوله مفصلا لاحقا لما يترتب عليه من سلبيات تفوق كل تصور وسأضعها امام من يهمه الأمر بكل مصداقية وتجرد ومسئولية. لما يترتب على ذلك من هظم ابسط حقوق المواطن أمام التصرفات الفردية التي تسيء للجهات المعنية من جهة وتحرم المواطن من ابسط حقوقه خصوصا إذا المسألة تتعلق بأرواح المواطنين.
لذلك فالأحداث المؤلمة تتتابع على مدار الساعة ، وحقيقة لا يساورها الشك أن ما يقدم من خدمات يتعارض مع تلك الإمكانات المهولة التي توفرها الدولة لوزارة الصحة والقطاعات الصحية والاجتماعية الأخرى والتي تجاوزت الـ (100 ) مليار ريال هذا العام هذا وللحديث بقية.
جدة ص ب ـ 8894 ـ تويتر ـ saleh1958

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *