مطاعمنا وأكل البيت..أيهما يهدد حياتنا؟

• عبدالرحمن آل فرحان

حادثة مطعم المجاردة والجرو المضبوط حياً قبل ذبحه وطهيه للناس الأسبوع الفائت ، وقبلها حادثة ضبط مسلخ الدجاج المعفن في جدة ، واللحوم الفاسدة التي أتلفت من قبل البلديات سواء في الخرج أو في حائل ، والـ 130 كرتون بيض فاسد في الرياض قبل أشهر ، وأطنان اللحوم الفاسدة في بيشة الأربعاء الماضي ، وغيرها وغيرها مما تتحفنا به صحافتنا على مدار اليوم والساعة من أخبار صادمة عن مطاعمنا ومصادر تموينها ألا يفترض أن تؤثر سلباً على معدلات أقبالنا على تلك المطاعم ؟ الإجابة المنطقية نعم ، لكن ما ألاحظه أن المنطق في واد ومعدلات تدفق الناس على المطاعم في واد ، وكأن ما يرد في وسائل الإعلام من مآسي وكوارث تلك المطاعم شأن داخلي لدولة موزنبيق وليست مطاعمنا !!
أكثرنا يدرك أن تناول الطعام في المطعم مخاطرة صحية قد يدفع الشخص بسببها روحه أو روح عزيز عليه ، يكفي أننا لا نعلم مصادر خضروات المطعم ولا لحومه.. ولا نعرف حقيقة نوايا العاملين فيه ، ومع ذلك ندرعم نحو هذا المطعم أو ذلك البوفيه بكل أريحية وثقة ، حتى إذا وقع المحظور أخذنا في اتهام الجميع عدا أنفسنا ، صحيح أن المطاعم والبلديات يتحملون ما عليهم من مسؤوليات والتزامات تجاه سلامة أغذيتنا ومأمونيتها ولا مرية في ذلك .. لكن في المقابل .. ماذا عنا نحن ؟ المجتمع !! أنا وأنت وهو وهي !! ما نصيبنا في هذه الدائرة ؟ أليس من المفترض أن نقيّم تهافتنا على المطاعم بهذه الكيفية المريبة وكأننا بلا مطابخ في منازلنا ؟ بالطبع لست متشدداً تجاه ارتياد المطاعم واللجوء إليها .. لكن ليس على أساس أن المطعم هو الأساس وأن طبخنا في البيت هو الاستثناء ، هذه المعادلة المقلوبة هي من تشجع على استغفالنا من قبل المطاعم ، وهي ما تدفع إلي استغلال ارتهاننا على ما تقدمه للحد الذي يتحول فيه الشخص منا إلي مجرد رقم لا يشعر به أن رفض ولا يعطى قيمة إن قبل ، إن لم يعجبك هذا الطعام فابتعد عن الطابور فهناك الآلاف غيرك في الانتظار ، إنهم يعلمون أننا مهووسون بالاستهلاك الجمعي ، الأمر الذي انعكس سلباً على نوعية الطعام الواجب عليهم استمالة الفرد به ، وإن حدث واعترض أحدهم قالوا له هذه فلوسك ببرود .. فقط أخرج فهناك جموع تنتظر طاولتك ، بينما لو كنا نزور المطاعم بالقطارة ومن حين إلى حين بعيد لأصبح لكل منا قيمته ، ورضاه غاية ، واعتراضه محل تقدير من خادم الطاولة إلي مدير المطعم.
والأمر الآخر الذي يجعل المجتمع كذلك هو المتسبب في تدهور مطاعمنا .. ثقافة العمل في المطعم ، تخيل أن جزءاً كبيرًا من شبابنا هم من يعمل في مطاعمنا .. يعني خلقنا الله كذا .. فينا الشاب الفوال مثل ما فينا الشاب المدرس وكل له احترامه وتقديره في المجتمع ، يعني بالعربي .. قرصنا في سمننا ، نحن أصحاب المطاعم ونحن العاملون فيه ونحن الزبائن ، فهل تتوقعون أن تكون مطاعمنا على هذه الحالة من السوء ؟ لا أظن .. إذن فلنراجع ثقافتنا .. ثقافة الاستهلاك في المطاعم على حساب طعام البيت ، وثقافة العمل في المطاعم ، هذا إذا كنا حقاً نود النجاة من كل قذارة تفد إلينا.

@ad_alshihri
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *