مدرسة سعود الفيصل (الموازنات الخطرة)
أسس مدرسته القائمة على موازنة حقيبة الخارجية في (عالم إسلامي) يتطلب ظهوراً تقليدياً محافظاً في كل مناسبة ومحفل/ مقابل (مجتمع غربي) يدعوك لإثبات توجه معاصر في كل مؤتمر وقمة!.
عرف مبكرا أن سفينة (السياسة الخارجية) متنازع عليها بين التيارات الدولية.
فما أن تحدث حادثة دولية، حتي تجد المتناحرين يطرقون بابك طالبين إنحيازك! مما يفرض عليك الإبحار في مياه شديدة التقلبات، صعبة المراس حتي على أقدم المخضرمين في عالم الدبلوماسية الفعالة.
نجح سعود الفيصل في رسم سياسة دقيقة للسعودية (ترضي/ أو تلجم) متطلبات التوجهات الدولية.. سياسة تحالفات تحتاج إلى (تحديث مسار يومي) مع كل حادثة تصيب الشرق الأوسط (شديد التقلبات.. عصي التوقعات.. صعب المواءمات)
أسس سعود الفيصل مبدأ الموازنات الاستراتيجية فور توليه حقيبة الخارجية بعد استشهاد والده الملك فيصل، رحمهما الله، منتصف السبعينات.
تلك الفترة الحرجة وما حملته من سحب بركانية عصفت بمنطقة الشرق الأوسط: قطع إمدادات النفط – تحول إسرائيل من دولة مدافعة عن حدودها إلى دولة هجومية تهدد بإحتلال أجزاء من دول الجوار- الحرب الأهلية في لبنان- وأخيراً سياسة إحتواء تصدير الثورة الإيرانية التي أطاحت بعهد شاه إيران.
أعاد سعود الفيصل رسم بروتوكولات السياسة الخارجية للمملكة دون أن يربطها (بالأدوات التقليدية) التي تلجأ لها الدول كسحب السفراء أو المقاطعة الاقتصادية الخ.
كان سعود الفيصل (عقلا سياسيا ناضجا) سابقا لعصره لعب دور السياسي المتزن خلال (مراهقة مجتمع) يدعو باستمرار لمقاطعة المجتمع الدولي عقب كل حادثة تحدث في الشرق الأوسط!
أتمني أن يتم تدريس استراتيجياته واطروحاته في المناهج بعيداً عن الأسلوب الذي يستخدمه الكثير من الكتاب تخاذلاً وتكاسلاً عن البحث في سيرة رجل يعتبره العالم أسطورة في عالم الدبلوماسية والسياسة الخارجية.
*درجة الدكتوراه الجامعة الأوروبية الكنفدرالية السويسرية.
التصنيف: