مدرسة القيادة فاشلة ياسادة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]
هنالك اسئلة كثيرة تجول في خاطري ولم أجد لها إجابة توضح السبب لكي يبطل العجب، جميعها تحدث في الوطن ومن المواطن ونتائجها ليست في صالح الوطن والمواطن، هي ممارسات بعضها قديم لم يطلها التطوير والبعض الآخر حديث يجيده متنفعون لا يهتمون بأي شيء سوى المال وآخر هم هو الحال، سوف أختار منها ما يقال بسبب أن هذا مقال وسوء فهمه قد يكلف خمسمائة ألف ريال.
قيادة السيارات أو حركة المرور من الأمور الرئيسية في حياة المجتمعات، إذا لم يحسن التعامل معها تجدها المسبب الأول للحوادث التي تأتي بالوفيات وإشغال المستشفيات، تعطل الطريق وتجعل المشوار يصبح معاناة ليس لعدم وجود شوارع واسعة بقدر ما أن من يقود السيارات أغلبهم لا يعرفون مبادئي القيادة بمن فيهم بعض رجال المرور. نحن البلد الوحيد في العالم الذي يعلم ويختبر قائد المركبة داخل فناء نسميه مدرسة قيادة السيارات وأعتقد أنه مفرخة لأفراد يخروجون للشوارع بدون أدنى معرفة لكيفية التعامل مع الطريق، الجميع يدرب ويجرب قائد المركبة في المكان الذي سوف يمارس فيه قيادة السيارة وذلك في الطريق العام وبين السيارات على الطبيعة لمعرفة الجدارة وليس فقط معنى الإشارة.
إذا وجدت ازدحاماً غير معقول ما بين الساعة الواحدة إلى الثالثة بعد الظهر يعطل المرور وأية وسيلة إنقاد، فأنت حتماً بجانب مدرسة، فالغالبية سائقون يقفون بدون قانون يومياً وعلى مدار العام وكأننا نقول للعالم نحن لا نعرف معنا كلمة نظام أو أن للطريق احتراماً، لأن صاحب المدرسة الخاصة لم يُسأل عن الموقع وتوفر مساحة لتنظيم الطريق بقدر ما نسأله عن مستندات تنشف الريق، نفس الحال في المدارس الحكومية للجنسين وكأننا نعلم الناشئة منذ الصغر على الفوضة ولكن غير الخلاقة.
لماذا يحدث لنا كل هذا ومثله الكثير في حين أننا الأجدر بالتطوير؟ نفس السائق الذي يأتينا من آسيا يذهب إلى دبي وعندهم شرطي مرور محلي، كيف يصبح الاثنين منضبطين هناك؟ لماذا تترك مدرسة قيادة السيارات بهذه العشوائية التي تجعل حارس العمارة يستطيع أن يخرج رخصة قيادة وهو لم يركب من قبل سيارة؟ كل هذا ونحن نعرف أن لدينا نقصاً فاحشاً في مواقف السيارات لدى العمارات التي نصرح ببنائها دون مواقف كافية أو تتحول هذه المواقف بعد الحصول على التصريح إلى مستودعات أو دكاكين على المكشوف.
هنالك وباء وطني عند بعض المسؤولين يجعلهم لا يغيرون أموراً بسيطة في حين أن نتائجها تسبب لنا الكثير من المشاكل بل ولا تعكس الكثير من التطوير الذي يتلاشى بسبب هذا التقصير، هل يريدون أن يقولوا إنهم لا يعرفون كيف؟ لقد غيرنا وطورنا أموراً كثيرة أصعب من هذه الصغيرة الضارة عندما عزمنا النية وقررنا للمخالف عقوبة تردع المستهترين وتحافظ على الباقين، نحن نريد مسؤولين يطورون بعض القصور الذي أصبح من تصرفات العصور الوسطى، يتحقق هذا فقط عندما نطالب المسؤول ببرنامج يوضح أن هنالك خطة للتطوير يتم محاسبته على نتائجها، وليس خطة للظهور الإعلامي ويظل الفساد والإهمال متنامياً.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – جدة
التصنيف: