صيف حار جدا (بل وبأعلى درجات الحرارة) يستقبل طلابنا وطالباتنا في مطلع عامهم الدراسي، معظم المدن حارة جداً وبعضها رطبة كذلك، والطلاب والطالبات فيها يشكلون أكثر من 70% من مجموع الطلاب السعوديين في التعليم العام.
نحن نعرف مدارسنا جيداً، ونعرف امكانياتها العادية، الطلاب يقضون الفسحة في كثير من مدارسنا تحت (هنجر) في اجواء غاية في الحرارة، وبعض الفصول ليس بها تكييف جيد، وهذا ما يحتم على وزارة التعليم مراجعة حساباتها، بما يحقق طموحنا وتؤدي به الامانة.
إن من ابسط بديهيات التربية والتعليم ان تكون المدرسة (بيئة جاذبة) فهل مدارسنا كذلك؟ أم انها في معظمها اقفاص مغلقة، لا قاعات مكيفة لفسحة الطلاب، لا مقاصف تغذية جيدة، لا معامل مجهزة بأحدث التجهيزات، وكثير من المدارس مازالت مباني مستأجرة فصول في المطبخ، واخرى في الصالة، وثالثة في المجلس، والفسحة في الحوش تحت (هنجر) الحديد الملتهب بحرارة الشمس.
هل كل ما تقدم يحقق البيئة الجاذبة، التي نريد ان يتعلم فيها ابناؤنا، وبالتالي يقدمون ما لديهم من امكانات، ويمكن اكتشاف مواهبهم وتنميتهم، وهل اجواء مدارسنا (الصعبة) يمكن لها ان تحقق كل ذلك، هل يمكن ان تتصارح، ونعترف اولا بالمشكلة؟ ثم نبدأ بعد ذلك في حلها؟
نتمنى من مديري التعليم اذا زاروا المدارس هذا الاسبوع (وهذا متوقع) ان يزوروا المدارس المستأجرة، والاخرى في الاحياء الشعبية المكتظة بالسكان، والطلاب، وكذلك المدارس الطرفية، لا ان تكون زياراتهم للمدارس المختارة بعناية والمجهزة جيداً، والتي لا تمثل الصورة العامة للمستوى العادي لمدارسنا من حيث ضعف البنية التحتية وغياب الكثير من التجهيزات.
ان زيارات مديري التعليم هي للوقوف على الحالة العامة لمدارسنا، وليس لالتقاط الصور، ومعايشة (الفلاشات) ولا هي على طريقة (نحن هنا).. بل انها وهذه ما نرجوه للوقوف على الخلل، والتاكد من اوجه القصور، ثم كتابة تقارير تبرأ بها الذمة، ثم يتم رفعها للوزارة لعمل المطلوب عاجلاً.
وحقيقة فمدارسنا في معظمها مازالت بعيدة عن مصطلح ومضمون (البيئة الجاذبة) ولابد من استراتيجية شاملة، تنقلها من حالتها الحالية المتواضعة الى افق افضل واحسن.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *