[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن مساعد مسلم [/COLOR][/ALIGN]

العمر ليس إلا محطات متتالية يعيشها الناس فمنهم من يرسم بيده على جدرانها الذكريات ويأخذ باليد الأخرى الأفكار والخبرات ليواصل بها المسير، ومنهم من يعيش حياة الأموات ويقلب يديه في كل محطة على ما ضاع من فرص، فما الذي جنته يد الأفكار التي دارت في العقول؟
والطموحات التي عششت في الرؤوس ؟ ليس سوى التأمل والانبهار بما يفعله الآخرون، ولكن ..عذرًا، الجلوس في المقعد وتأمل محطات الآخرين دون وضع أهداف والعمل على إنجازها هو جلوس ممل ومقعد ليس له قيمة والفائدة حتى إن كان بقرب النافذة..!.
عزيزي الراكب مع احترامي إلى كلّ ما تحمله في رأسك من أفكار ومع كل تقديري لظروفك الخاصّة وذكرياتك المؤلمة، إذا لم تسعَ إلى تحقيق ما ترنو إليه وتتغلب على ما يعيقك من الشعور باليأس فسيمنحك الزمن شهادة الهزيمة في هذه الحياة ولك منها أطيب التعازي وعظيم المواساة.إنك لست أتعس الناس ولا أشدهم ابتلاءً، أتعلم من هو أشد الناس ابتلاءً؟ هو أنجح إنسان عرفه التاريخ، نعم، إنه محمد \”صلى الله عليه وسلم\”.
ولنقارن بين حالته وحالتك، ولنبدأ بـ\”الذكريات\” فهو عليه الصلاة والسلام حين بدأ بحمل أعظم رسالة في الكون مرَّ بأصعب الظروف المعنوية والعاطفية والنفسية والمادية وبأكثر الأيام حزنًا، تخيل بدأ بالحزن، مات أقرب الناس إليه واحدًا تلو الآخر، فظل بين ليلة وضحاها بلا معين سوى الله الذي هو سبحانه وتعالى معي ومعك الا?ن وفي كل زمان.
أما عن \”هدفه وطموحه\” -صلى الله عليه وسلم- فسبحان من خلق هذا الرجل العظيم، فهدفهُ كان توحيد الناس لله سبحانه وتعالى وعدم الشرك به، وما أصعبها، تخيل .. يخرج إلى الناس وإلى العالم ليقول \”أنتم على باطل، والذين تعبدونهم من أصنام وغيرها منذ سنوات طويلة هي لا تساوي شيئًا\”، فأدهشَ البشرية -صلى الله عليه وسلم- واندهش التاريخ لعظم هذا الرجل، وبدأ -عليه الصلاة والسلام- بتوجيه من الله يدعو رغم الأذى والصعاب ويدعو وقدماه أدميتا من شدة الضرب والأذى ويدعو حتى بلغ عدد أتباعه فقط الأحياء منهم اليوم أكثر من مليار إنسان.
أما إذا أردت أن تقارن بين \”مجتمعك ومجتمعه\” ، فهو كان مهددًا بالقتل من أعدائه وممن حوله من اليهود ومن المنافقين، فأي مجتمع هذا؟ – لا نخفي فضل الله تعالى على رسوله -صلى الله عليه وسلم- إذ جعل له الصحبة الخيرة -رضوان الله على صحابته أجمعين- ولكن مع ذلك يكاد لا يخلو يوم من أيام حياته -عليه الصلاة والسلام- إلا وهناك مكيدة تدبر له من أعدائه.
فاحمد الله تعالى أن يسرَ لك أمرك وحفظك من شر الكائدين، وانظر إلى نفسك بنظرة ناقد، فالعمر لا ينتظر وهناك من الأهداف والطموحات الكثير، فلا تكن في القطار بلا فائدة فالمقاعد محدودة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *