محبة الرسول تفرض إتباعه
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]شهوان بن عبد الرحمن الزهراني[/COLOR][/ALIGN]
في إحدى القنوات التلفزيونية كانت هناك حلقة عن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعته وطاعته والدفاع عنه. وكان ضيوف الحلقة قد أجادوا وأفادوا واتفقوا على أن المسألة ليست ادعاء محبة أو طاعة أو مجرد القيام بالدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما العبرة بالمتابعة والاقتداء والتنفيذ. وهذا القول حق وصدق، فقد قال الله تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) إلا أن القائمين على هذا البرنامج قد سقطوا في وحل التناقض ذلك أنهم حينما أرادوا استخلاص تقرير ميداني عن نبض الشارع وعمّا يراه الناس حول هذا الموضوع، تناسوا أو تعمدوا أن يخالفوا الهدف الأساسي من الحلقة وأنها تختص بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وإظهار حبه والدفاع عنه. أو أنهم أرادوا إسقاط الحالة وتمريرها على المشاهدين بل وعلى ضيوف الحلقة أنفسهم.
فالتقرير الذي تم رصده من نبض الشارع ومن خلال مقابلة بعض الناس كان فيه تناقض فاضح تكشف فيه بطلان ما أراد القائمون على البرنامج الوصول إليه، فبما أن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته تعني الالتزام بكل ما جاء عنه نصاً وروحاً والبعد عمّا يخالف مقتضى تعليماته وتوجيهاته. ومن المعلوم شرعاً أن المرأة لا تخرج من بيتها إلا لضرورة فالنصوص الشرعية في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الشأن كلها تؤكد ما يفيد القرار في البيوت والأدلة كثيرة كلها تتضمن النهي عن خروج المرأة من بيتها إلا لضرورة وحاجة تستدعي ذلك الخروج، ولكن الذي حدث أن المسؤولين عن الحلقة كلفوا امرأة بمهمة المتابعة الميدانية لأخذ آراء الناس حول هذا الموضوع فتقلدت تلك المذيعة مهمة حمل الميكرفون والسعي به في الأسواق والشوارع لأخذ مقابلات مع الناس، وهي بكامل زينتها، وتناست أنها بذلك تخالف توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم. ذلك أن مثل هذه الوظيفة بالذات ليست من الوظائف اللائقة بالمرأة المسلمة التي يجب عليها أن تطيع الرسول صلى الله عليه وسلم وأن تسعى بكل ما تملك من قوة إلى المحافظة على حجابها وعدم إبداء زينتها إلا لمن أحلّ الله. وأن تأتمر بأمره وتنتهي عمّا نهى عنه، حتى يمكن أن تمتثل للواجب الشرعي، ولو اقتصرت المقابلات على النساء لكان ذلك أهون وقد يكون مقبولاً فالمرأة حينما تتحدث مع المرأة لا فتنة ولا شبهة في ذلك، إلا أنها لم تكتف بذلك بل قامت بمقابلة الرجال، وقد اختارت فئة معينة من الرجال كانوا في قمة الأناقة كما هي أيضاً تبدو عليها الزينة، وكأن كل منهم عريس، ولست أدري عمّا إذا كان ذلك بتنسيق مسبق أم كان مجرد صدفة وكلا الحالين أحلاهما مر.
أن مما يبعدنا عن ديننا ويجعلنا نقول ما لا نفعل هو هذا التناقض الفاضح في كثير من حياتنا اليومية، فالمرأة حينما تقف أمام عدسات المصورين وهي في أجمل صورة وأبهى حلية فقد خالفت السنة والنهج الإسلامي فتوزيع ابتساماتها هنا وهناك وإماءآتها برأسها واختيار الألفاظ الناعمة التي تمدح بها المتحدث معها والتبجيل أحياناً كلها أمور تخل بصدق طاعتها للرسول صلى الله عليه وسلم وتجعل الادعاء بمحبة الرسول إدعاء من طرف اللسان لا يعضده دليل ولا يقوم على ركيزة.
ثم ما هي الضرورة التي تجعل هذه المرأة تستضيف الرجال وتحادثهم بهكذا حالة ونسأل المسؤول عن ذلك ما هي القيمة المضافة على الخبر أو المقابلة إذا كانت التي تقوم بها امرأة مع أنه كان بالإمكان أن يقوم بها رجل. ولو خصص مقابلة المرأة لبنات جنسها لكان ذلك أهون وأخفّ الشرين. أما تكليفها بمقابلة الرجال فذلك ليس فيه طاعة للرسول ولا متابعة له، ويصبح في الأمر التناقض واضحاً وفاضحاً.
وهنا يمكن القول إنه إذا كان ولي تلك المرأة قد ارتضى بهذه الحالة فهو مشارك لها في الإثم وقد ضيع المسؤولية المناطة به وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)وإن كانت المرأة خرجت وزوجها عنها غير راضٍ فقد عصت الله تعالى وعصت رسوله صلى الله عليه وسلم وعصت زوجها، ومثل هذه المرأة لم يعد لما تقوله إي قيمة لأنها تقول ما لا تفعل، وتسعى في معصية في الوقت الذي تدعي فيه أنها تبحث عن معرفة موقف الناس في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم. فهل نعود إلى الحق وتكون أفعالنا متفقة مع أقوالنا. ولا نكون من أولئك الذين قال الله فيهم (يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ).
اللهم أهدنا لما يرضيك من الأقوال والأفعال إنك ولي ذلك والقادر عليه.
ص ب 9299 جدة 21413 – فاكس: 6537872
[email protected]
التصنيف: