[COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR]

الأسبوع الماضي كنت أحد الملبين لدعوة معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله آل الشيخ لرؤساء تحرير ونخبة من كتاب الرأي في الصحف السعودية لحلقة نقاش واقع الإعلام والاتصال في المجلس، ما لفت نظري منذ دخول المجلس واستقبال معالي مساعد رئيس المجلس لنا الدكتور فهاد الحمد قبل لقاء معالي الرئيس قوله \”اليوم نريد أن نسمع منكم وجهة نظركم في المجلس وماذا يتطلع منه وسوف نكون لكم منصتين\” هذه النبرة والوضوح لم تكن معهودة على الأقل من الطرف الرسمي الذي في الغالب يحترف التبرير الهلامي عندما يوجه إليه الانتقاد.
بدأت الجلسة بكلمة لمعالي الرئيس الذي أكد بها أن كلام معالي المساعد السابق لم يكن مجاملة أو تحسين صورة عندما شدد دكتور آل الشيخ على أن الصراحة هي الأسلوب لتحقيق المأمول وهو يعلم أن الكاتب عندما تُطلب منه الصراحة لا يتردد في طرحها بكل عيوبها لدرجة قد تنسيه المحاسن، ليس في كلامي مجاملة لأنه وبحكم ظروفي الخاصة لا يوجد لدي طموح شرف عضوية المجلس، ونحن كمواطنين جنود لهذا الوطن تختلف قدراتنا وتخصصاتنا ويجب أن نعمل جميعاً قدر المستطاع على تحمل المسؤولية الوطنية والاجتماعية والتطوع في تقديمها بدون منصب.
لم يُقصر الحضور في طرح الكثير من الملاحظات على المجلس حتى أن البعض خرج عن محاور الجلسة وتجاوز الوقت المخصص للمتحدث وانتقد المجلس بحده، في المقابل كان رئيس الجلسة معالي مساعد الرئيس مستمعاً ولم يبدِ أي امتعاض بل كانت الإيجابية والتطلع للمزيد من التفاعل البناء تؤكد أننا أمام جدية في قبول النقد الذي هو وسيلة التطوير الطموح وهذه خطوة مشجعة وتحسب للمجلس إذا ما تحولت لأعمال تؤثر في الواقع بشكل يلمسه المواطن.
ما طلبته من المجلس هو أن لا يتركوا ما يكتب من تشخيص وعلاج لقضايا مهمة ومفصلية بدون تجاوب ممن تحمل المسؤولية، لأن الكاتب الوطني كالطبيب الذي إذا ما قدم التشخيص والعلاج ولم يجد أي تجاوب من الجسد المعالج سوف يترك هذا الجسد على الأقل ليتفرغ لجسد يمكن أن يجد منه تجاوب فيحدث النفع، ولهذا يتطلع كتاب الرأي بأن يقوم المجلس بدور المنسق التنفيذي بين المعالج وهو الكاتب والجسد العليل وتلك هي الوزارة أو الجهة الرسمية التي لديها علة تؤثر في المصلحة الوطنية وليتابع تجاوبها، سوف نجد أن المجلس المعيين بالتكنوقراط هو الأقدر على القيام بهذا الدور الفعال من المجلس المنتخب الذي قد يأتي غالبيته من جهلة متنفذين قبلياً أو مادياً فيعصدوا الوطن كالطحين فتنشغل الحكومة عن التنمية بالتفاهات ويضيع أغلب الشعب المسكين.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *