[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن ظافر[/COLOR][/ALIGN]

ثورة عارمة وغضب جارف ، وتعويذة عربية صرف تصدح في شارع المال والبورصة «وول ستريت» ، جموع تهتف باللغة العربية ( الشعب يريد إسقاط النظام .. الشعب يريد اسقاط وول ستريت ) ، فهل باتت الثقافة العربية على موعد مع استعادة مكانتها الآفلة من خلال الثورات والتظاهرات ؟ ما الذي دعا الشعب الأمريكي وهو الشعب الذي بالكاد يتزحزح عن لغته الإنجليزية ليعبر عن غضبه بلغة صعبة كاللغة العربية ؟ يبدو أن العربية باتت اللغة الأكثر تعبيراً للألم والأقدر على إسماع من بعقله لوثة الاستبداد وقلة الفهم .
لاشك أن ما أحدثته الثورات العربية المتواترة مؤخراً ؛ كان له عظيم الأثر .. سياسياً واقتصادياً وثقافياً ليس في المنطقة العربية وحسب ، بل في كل أصقاع العالم ، ولو جازت لي تسمية هذا العام (2011 ) لأسميته العام العربي بامتياز ، ليس من باب التقديس للثورة والفكر ( الديماغوجي ) وما يتبع ذلك من توابع سياسية .. وبالمناسبة .. ( السياسة ) ليست القراءة الوحيدة والممكنة لما كان وما سيكون للثورات في المنطقة ، بل أنها أراها مجرد جزء من عدة قراءات تجمعها دائرة الهوية . كنت أقول إن عام ( 2011 ) هو العام العربي الذي لن تنساه الذاكرة العربية أبداً ، لأن ثوراته أعطت بعداً استراتجيا للثقافة العربية ظل هذا البعد عصياً على روافدنا الثقافية طيلة القرنين الماضيين ، تحديداً منذ سقوط الخلافة العثمانية ، لقد أصاب هذا البعد في بضعة أشهر مرامي لم يكن بالإمكان إصابتها لولا تلك الثورات ؛ أقلها أن تتحدث ألسنة أعجمية باللغة العربية بحماسة شديدة بكل طواعية واندفاع ما يدل دلالة قطعية أن ملامح جديدة للثقافة العربية بدأت في الشروق حيث أُريد ولا زال يراد لها الطمس والتغييب ، مبتدئة باللغة العربية التي لطالما كانت فاتحة لكل خير .. هكذا قرأت هذا المشهد.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *