ما يفعله البرستيج!
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]رؤى صبري[/COLOR][/ALIGN]
البرستيج وآحد من مآسي العصر الحديث، حيث كانت ولاتزال ترزح تحت ضغطه الكثير من الطبقات, بل للأسف أصبح هو المتحكم الأساسي في الشكل والملابس والتجارة وغير ذلك, ولم تكتف سيطرته إلى هذا الحد بل امتدت إلى تصنيف مقاييس معينة لاحترام الذات البشرية.
فلو أخذنا التجارة على سبيل المثال نجد أن كثير من المحلات التجارية تعتمد على برستيج معين لزبائن معينين لترويج بضاعة لثلاثة أضعاف ثمنها هذا إذا لم يكن أكثر, والسبب أن هؤلاء الزبائن لم يسمح لهم برستيجهم الشراء من مكان آخر حتى لا يقلل من قيمتهم كما يظنون، إذ يعتقدون أن المكان الذي يشترون منه يعكس صورتهم أمام الآخرين وعلى هذا الأساس يتم تقديرهم.
وحتى الطبقة المتوسطة لم تنج من براثن البرستيج فبالرغم من دخلهم المحدود يصر أفراد هذه الطبقة على الظهور بمظهر الطبقة الغنية سواء كان ذلك في الظهور بمظهر مختلف عن طريق شراء سيارات أو أثاث للمنزل أو حتى مجوهرات, والمشكلة تكمن في العبء المادي الذي يحملوّنه أنفسهم، هذا بالإضافة إلى أن مجارات الحياة سوف تكون صعبة في ظل الغلاء المعيشي الذي نعيش,ومع ذلك لا أستطيع أن ألوم من يفكر بطريقة كهذه لأننا نعيش في عصر أضحي فيه الشكل الذي يظهر عليه الإنسان هو ما يخلق له الاحترام حتى لو لم يملك في جيبه فلساً.
ونرى مما ذكرت أن سجن البرستيج لا خروج منه فهو واد عميق بلا قاع ويظل الإنسان يتخبط في ظلام برستيجه وإرضائه للناس وينسى ذاته وأن عليه أن يكون كما أراد لنفسه أن يكون حتى لو لم يحصل على الاحترام المطلوب في بداية الأمر فكم من الناس أصرت على العيش ببساطة بالرغم مما يملكونه من ثروات حتى تعجب منهم الآخرون وكادوا يحذون حذوهم لولا ما رأوه ؛ففي النهاية الاحترام أمر نفرضه على الآخرين بما نملكه من برستيج ذاتي غير مصطنع.
كاتبة سعودية
التصنيف: