ما بين أمريكا والشورى وهيفاء!

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]

(1)
انتهت حفلة الانتخابات الأميريكية معلنة عن فوز الديمقراطي باراك أوباما بأربعة أعوام جديدة ليكون أول رئيس أسود يعاد انتخابه من قبل الشعب الأميريكي لمرتين متتاليتين، انتصر أوباما بفضل دعوات جدته الكينية والتي على ما يبدو أنها قد وقعت لينال حفيدها منصب الرئيس مباشرة بعد سيئ الصيت جورج بوش الذي عاث في العالم قتلاً وتنكيلاً بذريعة نشر السلام ومكافحة الإرهاب، الطريف في الأمر أن أوباما لم يحتاج سوى بضعة أشهر لينال جائزة نوبل للسلام وهو لم يفعل للإنسانية بعد شيئاً بل كان سبب حصوله عليها لذات السبب الذي جعل منه رئيساً في البداية وهو أنه قد أتى بعد حقبة الدراكولا جورج بوش! لم تأت تلك الجائزة على أوباما بخير بل جعلت منه أكثر رئيس في تاريخ أميريكا يصدر أوامر مباشرة بالاغتيالات حول العالم، ولسنا ببعيدين عما تقوم به طائرات بدون طيار في اليمن، تجاوز بعض العرب في فرحتهم أعضاء الحزب الديمقراطي بعد فوز أوباما جهلاً منهم بأن فوز الأخير يعني أن على قضيتهم الأولى قضية فلسطين السلام! فهو أكثر الرؤساء الأمريكيين إيماناً بالقضية اليهودية لدرجة يظن معها المتابع البسيط أن أمن إسرائيل يأتي قبل أمن الولايات المتحدة لدى فخامة الرئيس، رغم كل ذلك لا يمكننا نفي أن باراك أوباما يتصف بخفة الدم فهو من رأى يوماً في الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك رجلاً حكيماً وبأنه بمثابة جد له يستفيد من نصائحه لكنه لم يتأخر بعد ذلك في مطالبة جده الفاسد بسرعة التخلي عن الحكم بعد أن ثار عليه الشعب المصري.
(2)
فوز أوباما أثبت أن للسُلطة هناك مفهوماً ثابتاً لا يتغير، فهي من تساعد عمال مصانع السيارات في الاحتفاظ بوظائفهم، هي من تضع للمواطنين تأميناً صحياً يضمن لهم سريراً طبياً يحصلون من خلاله على العلاج وهي من لاتجد حرجاً في نثر الجواسيس والعملاء بداخل دول العالم من أجل ضمان أمن أمريكا أولاً، أثبتت تلك الانتخابات أيضاً حقيقة أن السلطة في العالم العربي ما هي إلا طبق صغير الحجم بداخله طماطم وخيار وقليل من زيت الزيتون! وحتى نوقف هدير لُعاب المواطن العربي الجائع عليه أن يحذر فقد يكون طبقاً مفخخاً يلقى عزرائيل من بعده.
(3)
بالعودة لعالمنا العربي الساخن بقضاياه اللا نهاية لها وبعيداً عن الانتخابات الأميريكية كان الشعب العربي على موعد مع ثلاثة أحداث مهمة لا يمكننا المرور عليها دون أن نتوقف من أجل محاولة فهمها ومدى تأثيرها على الساحة، يأتي مقترح مجلس الشورى السعودي إقامة فاصل مابين الأعضاء والعضوات خلال جلسات المجلس على رأس تلك الأحداث وهو الذي أثار سخطاً كبيراً من قبل الرأي العام وكأن إدارة المجلس تخبرنا بأننا لا نتعامل مع (نخبة مجتمعنا) التي وإن خيبت ظننا فيها كسعوديين فإننا ما زلنا نأمل منها أن تقدم لنا الكثير، ثاني الأحداث التي شهدها العرب هذه الأيام كانت الزيارات المكوكية التي أجراها وزير خارجية روسيا للدول العربية وفيها إشارة للجشع الروسي ومحاولة الاستفادة بأقصى درجة من القضية السورية بعد أن باتت نهاية بشار الأسد ونظامه على الأرض قريبة، أما آخرها فقد كان خبر طلاق الفنانة المثقفة هيفاء وهبي وهو حدث جلل لا يمكننا بأية حال تجاهله بل علينا أن نربط تأثيره مستقبلاً ببقية قضايانا العربية والإقليمية.
Twitter : @saudibreathe
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *