مضت أسبوعان تقريباً على حريق المنطقة التاريخية. هدأت العواطف واستقرت الانفعالات وعاد للنفس هدوؤها. حانت ساعة العمل.
الآن وبعد أن انقشع الدخان، ترى ما العمل؟ وماذا يجب علينا جميعاً لتلافي حدوث حريق آخر وسقوط بيت آخر.
إن مسؤولية الحفاظ على المنطقة التاريخية في جدة وغيرها هي شأن حكومي بالدرجة الأولى ويجب ألا تترك للأفراد. ربما يستطيع بعض الملاك المحافظة على بيته ولكن، كيف يدرأ الخطر الآتي من البيوت المجاورة والملاصقة.
لذلك أتمنى من مقام الأمارة (أمارة منطقة مكة المكرمة) ممثلة في محافظة جدة بالمبادرة وبالتعاون مع هيئة الآثار والسياحة والأمانة والدفاع المدني والمجلس البلدي والملاك (أتمنى أن يكون هناك هيئة منتخبة للملاك تمثلهم) لوضع برنامج وأنظمة للحفاظ على هذه المنطقة. وأرجو أن تسمحوا لي بأن أقترح برنامجاً للعمل من عشر محاور ويتلخص في الآتي:
أولا: منع بناء أي مباني حديثة في مكان البيوت التي تسقط وفرض قانون لذلك.
ثانياً: جمع بيانات عن سكان هذه المنطقة والعمل على ألا يتجاوز عدد السكان عن شخص لكل أربعة أمتار مربعة.
ثالثاً: مراجعة كل التمديدات الكهربائية بالمنطقة وإزالة ما لا يتطابق مع معايير السلامة ومنع أية تمديدات جديدة داخلية او خارجية مستقبلاً إلا بعد دراسة من مكتب استشاري واعتماد الجهات المختصة ومراجعة التنفيذ.
رابعاً: منع استعمال بيوت المنطقة التاريخية كمخازن مهما كانت الأسباب ومهما كانت المواد المخزنة فالخطر لا ينحصر في المواد القابلة للاشتعال وإنما أيضاً في سوء التخزين والأحمال الزائدة على المباني.
خامساً: التفتيش على كل البيوت والتأكد من أن المطابخ الموجودة بها مطابقة لمعايير السلامة وإن كان الأولى منع الطبخ في هذه البيوت.
سادساً: التعاقد مع شركة تأمين عالمية للتأمين على المنطقة وعلى أن يكون من ضمن اشتراطات التأمين إعادة بناء أي بيت يسقط بنفس الشكل ونفس الخامات ما امكن ذلك.
سابعاً: القيام بعمل مسح فوتوغرافي لكل البيوت من الداخل والخارج ومن جميع الزوايا والارتفاعات والاحتفاظ به في ارشيف رقمي يحمل اسم البيت وموقعه وهذا سيساعد في اعادة البناء والترميم عند الحاجة.
ثامناً: عمل توأمة بين أمانة جدة وبلديات أوربية مثل بلدية روما وباريس ولندن وغيرهم للاستفادة من خبرتهم في المحافظة على الآثار.
تاسعاً: تنظيم ورش عمل بين الجهة التي ستنفذ هذا البرنامج والملاك لدراسة كيفية تعويضهم عن الضرر الذي سيلحقهم من هذا البرنامج وكيفية تعويضهم عن ذلك.
عاشراً: تنظيم ورش عمل سنوية او نصف سنوية تحضرها الهيئات والملاك والمطورون وخبراء أجانب لدراسة تطوير برامج للاستفادة القصوى والمثلى من المنطقة التاريخية.
هذا اجتهاد المحب وما على العاشق ملام. أرجو التوفيق والقبول من الله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *