لو لم يفرض الله صوم رمضان لَطَلبَ المسلمون من باريهم موسماً يتحلّلون فيه من ذنوبهم ويتطهّررون من أدرانِهم ويستدرُّون رحماتِ باريهِم. و إذاً لاجتهدوا في ذلك الطلب، و لَعوّلوا عليه بأنهم لو وجدوه لَما فوّتوه أبداً.
لذا كان الرحيم أرحمَ بهم من أنفُسهِم. فقرره لهم سلفاً دون طلب، و منَحهُم فيه من البركات و التحصينات ما لو تُرِكَ لاجتهادِهم لَما خطر ببالِهم طلبُه.
فصفّد عنهم الشياطين. و وسّع لهم الزمن بِجعلِه ثلاثين يوماً. و ضاعف لهم أُجور الطاعات. و جعل أولَه رحمةً و أوسطَه مغفرةً و آخرَه عتقاً من النار. فأصبحوا فيه و به أقلَّ الأُممِ عملاً و أكثرها أجراً.
موسمُ رمضان لا مثيلَ لخيْراتِه، و لا شَبيه لأنوارِه…يكفي أنه (مِنْحةٌ) من الوهّابِ..اخْتصَّ بها أمةَ سيدِ الخَلْق..فكَفى بهذه الخاصيّة تشريفاً و تكريماً.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *