لماذا وصف العريفي الصحافيين بـ»الخونة»؟

Avatar

سكينة المشيخص
العملية الإعلامية في العصر الحالي تؤكد في سياق ومجريات الأحداث وتعقيداتها أنه لا يسمح مطلقا لأنصاف الموهوبين والراغبين فقط في ممارسة العمل الإعلامي أن يتقدموا المنابر ويؤتمنوا على الكلمة، فهذه الكلمة أصبحت أحد اخطر الأسلحة التي قد توجه الى الداخل بجميع مكوناته الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والسياسية، وقد تتسبب كلمة خارج النص في إساءة فهمها بحيث لا تجدي كثير من المحاولات لإصلاح ضررها.كما أنه لا يمكن ممارسة العملية الإعلامية بحثا عن الشهرة وبناء أسماء دون منجز أو رصيد فكري ومهني يعزز الحضور المهني للإعلامي، فكثيرون يحرصون على الظهور وإبراز صورهم وأسمائهم دون مسوغ إعلامي حقيقي، أي أنهم غير جديرين أو مستحقين لذلك، وهذه العينة من إعلاميي اليوم متوفرة بكثرة.
ممارسة العمل الإعلامي أصبحت من الخطورة بحيث لا يمكن الدفع بكل باحث عن نفسه أو شهرة يصيبها أو مكانة يتطلع اليها، وتقديم الوجوه الجديدة ينبغي أن يخضع لمعايير أكبر من مجرد التوظيف وتعبئة الوظائف بصحفيين لا يملكون الحدود الدنيا للقدرات الإعلامية التي تخولهم العمل كصحفيين.
الى جانب ذلك دون تشبع بقيم وأخلاقيات المهنة والأخلاقيات العامة من الصعب القيام بواجبات العمل الصحفي على نحو احترافي يسهم في تطوير العملية الصحفية ويحقق مواكبتها على النحو المطلوب تؤمن معه الاختراقات التي يتسبب فيها العمل غير الناضج للهواة وغير الناضجين الذين استوعبتهم وسائل الإعلام المختلفة في إطار بحثها عن تقليل التكاليف المادية لعملها، وعليه يترتب نتائج سلبية في ضعف المستوى والمحتوى الإعلامي.
من خلال تجربة عملية لي في الولايات المتحدة الأمريكية وقفت من خلالها على تطور ومراحل بناء المادة الصحفية في أكبر الصحف العالمية، لم يكن متاحا أن يعد المحرر قصة خبرية أو تقريرا أو تحقيقا على نظام «تيك أوي» كما نفعل في صحفنا، هناك أطوار عديدة لنمو المادة الصحفية حتى تصبح جاهزة ومهيأة للنشر.
وفي تقديري أن الداعية محمد العريفي لم يكن يعلم حين وصف بعض الصحافيين بـ»الخونة» أنهم ليسوا كذلك بالضرورة وإنما لأنهم غير مؤهلين للعمل الصحفي ولم يكتمل نضجهم ليتعاملوا مع المعلومة والكلمة بالحساسية الضرورية والمطلوبة في طرح الموضوعات العامة في مختلف الشؤون، ورغم قساوة الوصف إلا أنه بالفعل يجهل القيمة الحقيقية للصحفيين والواقع الذي أنتجهم، ويضاف الى ذلك تغوّل بعض الإخوة العرب الذين التصقوا بالممارسة الصحفية في غفلة من الزمن والمسؤولين عن المؤسسات الصحفية.
إعلامية سعودية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *