لماذا بحث السعودي عن معلمه المصري بعد 41 عام…!؟

امينة حسني

قررت أن أقضي بعض الوقت أمام التلفاز وعندما فتحته فتح علي قناة تعرض تقرير مدته كانت تقريباً 5 دقائق فقط.

ولكن التقرير كان بعنوان جعلني اركز كلياً معه سعودي يبحث عن معلمه المصري طيلة 41 عاماً….!

ولكن عنوان التقرير كالعادة شو إعلامي كان به كلمة تجعل الكل يركز معاها وهي طيلة 41 ولكن الحقيقة كالتالي:-

عرفت من التقرير أن المواطن السعودي عبد الله بن أحمد قهار الذي أصبح خبير تربوي الآن بالممكلة.

يبحث عن معلمه المصري عبد المنعم القاضي الذي ترك السعودية منذ 41 عاماً.

ولكنه عبد الله المواطن السعودي لم يظل طيلة الـ 41 عام يبحث عن معلمه.

وانما بعد نجاحه وتخرجه من الجامعة وحقق نجاح كبير قرر شكر معلمه عن أثره في حياته.

لأن المعلم المصري عبدالمنعم القاضي كان قد درس لعبد الله في الصف الأول والثاني الإبتدائي فقط.

فهو يبحث عنه حتي يزوره ويشكره علي ما علمه إياه المعلم في الصغر الذي هو السبب في ما وصل إليه الآن.

فصرح السعودي أنه درس جميع الصفوف وتخرج من الجامعة وعقب تخرجه قرر البحث عنه معلمه .

الذي لايعرف عنه شئ سوي اسمه غير أنه من صعيد مصر وكل مايريده منه هو شكره علي ماعلمه إياه.

لان فترة تدريس معلمه له التي كانت هي السب الأساسي والرئيسي في تفوقه العلمي والوصول إلي مكانة خبير تربوي.

فتوقفت لإسال نفسي ماذا علمه هذا المعلم حتي يظل متذكره كل هذه السنوات الطويلة..!؟

هل زرع المعلم في نفس هذا الطفل الوفاء كل هذه السنوات حتي يظل متذكره ومتذكر اسمه حتي يشكره بعد كل هذه السنوات.

فرردت علي نفسي نعم هو نفس ما علمني أياه أساتذة ومعلماتي الأفاضل حتي أنهم ظلوا في ذاكراتي حتي الآن.

تذكرت معلمي الذي كان يدرسني اللغة العربية ومدي إخلاصه في تعليمنا والذي تعلمت منه الإخلاص وقيم أخري زُرعت بداخلي.

تذكرت أمي عندما كانت تقضي طلبات المنزل وجاءت إلي توقظني من نومي لتخبرني بالمدح الذي قالته معلمتي لها بعد مرور ما يقرب من 10 سنوات من تعليمها لي.

تذكرت كل معلم وكل معلمة بملامحهم بكل ما تعلمته منهم ووددت لو أنني أسرق من الزمن بعد الوقت لأذهب اليهم واشكرهم علي كل شئ.

علي كل ما علموني إياه حتي أصبح مهندسة ناجحة بعملي كما علموني أن أكون…!

وعلي الجانب الآخرالسلبي:-

تذكرت مدرستي التي عاقبتني معاقبة شديدة علي شئ لم أفعله جعلتني أكره المادة التي تدرسها ولا أحبها هي شخصيا.

لدرجة أنني حتي الآن أنسب عدم حبي لهذه المادة لها شخصيا أي نعم سمحتها ولكنني لم أنسي أبدا ما فعلته بعد مرور 20 عاماً عليه.

تذكرت الكثير والكثير من طفلتي ومراحل دراستي….!

لأعود وأسال نفسي كيف نظل متذكرين هؤلاء بكل تفاصيلهم كل هذه السنوات…!؟

المعلم في المرحلة المبكرة من التعليم هذه له بالفعل تأثير كبير علي شخصية الطفل.

لأنه هو من سيجعله يحب التعليم ويكمل أم يُكره الطفل في شئ اسمه تعليم أساساً.

هذه هي نقطة البدايه للطفل التي ستصله إلي النهاية التي تحمل النجاح.

لذلك بالفعل أحق أمير الشعراء أحمد شوقي حينما قال عبارته الشهيرة ” قُــمْ لـلمعلّمِ وَفِّـهِ الـتبجيلا كـادَ الـمعلّمُ أن يـكونَ رسولا”.

فهو التشبيه الأدق للمعلم الذي يبني العقول والنفوس التي ستبني الأمم وتكمل حضارتها………!

 

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *