يقال أن معظم الصراعات البشرية بما فيها الصراعات الدموية المسلحة منشأها عقدة واحدة .. عقدة الأنا المتضخمة ، سواء في قالبها الفردي (فرعون ، الإسكندر المقدوني ، هولاكو ، هتلر ….) أو في قالبها الجمعي ( النازية ، الصهيونية ، داعش …..) ، فالأفراد أو الشعوب أو الجماعات التي تنطلق من فكرة كونها أكثر تفوقاً من غيرها لابد وأن تحاول إثبات ذلك على الأرض ، وغالباً ما يكون ذلك من خلال تصفية الخصوم إما بطريقة تقليدية مباشرة كما في الحروب أو من خلال الحيل ودس فتائل الفرقة والتشرذم داخل الدول المنافسة لها ، تماماً كما تفعل الذهنية الفارسية داخل الدول والمجتمعات العربية (لبنان ، اليمن ، العرق ، البحرين ، ……)
عقدة الأنا المتضخمة بالفوقية العرقية والاصطفاء الإلهي وهم يتم تسويقه والترويج له في الأوساط المجتمعية المتخلفة لتجييشها وتشكيلها والدفع بها لتحقيق مآرب الساسة الذين يدرك معظمهم أن ما من وسيلة لتطويع شعوبهم أفضل من إيهامها بالتفوق على غيرها وأنها خير من تشرق عليها الشمس ، وأنهم شعوباً وجدت لتنظيف الكون وتطهيره من الفسقه والفاسدين ، ولكي يتحقق ذلك فيجب تهيئة الذهنية الجمعية لمثل هذا التدجين ، وخير وسيلة لذلك وأقصرها هو التجهيل المنظم ، مدارس ضخمة ، وجامعات كبيرة ، ومطابع للكتب والنشر والتوزيع المجاني ، محاضرات ، دروس ، ندوات ، نقاشات للماجستير والدكتوراه ، كلها أو معظمها في تدريس وتكريس الجهل ، تعليم وليس بتعليم ، مجرد امتداد ممنهج ومدروس ومخطط للفوقية والأنا المتورمة ، تبحث عن علوم المنطق والفلسفة والنقد الفكري وعلوم تشريح الذهنية العامة والتاريخ المتعدد المصادر فلا تجدها ، كلها خزعبلات .. خرافات .. مضيعة للوقت والعقل ، بالأصح كلها من العلم الذي لا ينفع . وبهذا تصبح الأجيال جاهزة للتشكيل كيفما أراد المستبدون ، ويصبح بالإمكان سوقهم لأتون الحروب والصراعات دونما أن يرف لتلك الشعوب جفناً من القلق أو الإرتياب مما هي واقعة فيه من البؤس والحرمان ، بل ويرون ذلك مؤشرا لرضاء الله عنها فيستمرئون هذا الواقع ويدافعون عنه ويهاجمون كل من يحاول أن ينذرهم بخطر مما هم فيه ، ولا أدل على ذلك من مكان وجغرافية الصراعات الحربية اليوم ، تأملوا خارطة العالم جيداً وأسألوا .. أين هي تلك الحروب من دول أوروبا وأمريكا واليابان ؟ لماذا تعيش كل تلك الدول وهي في منأى عن القتل المقدس الذي نراه يومياً في أمكنة أخرى ؟ قل لماذا بصدق .. وستجد تحتها الكثير مما قيل وما لا يقال.

@ad_alshihri
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *