لماذا أبناء المدينة (خارجها)؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] علي محمد الحسون [/COLOR][/ALIGN]
إذا كانت الشكوى من نزوح ابناء القرى والأرياف الى المدن ذات الجذب العلمي او المهني مفهومة فإنني في حيرة لماذا مدينة كالمدينة المنورة وهي حاضرة الاسلام الأولى وحاضنته تعيش ذات الامر فعندما نشاهد اغلب ابنائها خارجها فهم منتشرون في المدن الثلاثة الرئيسية وفي المدينتين الصناعيتين ، فيما تخلو منهم \”مدينتهم\” انه السؤال الذي يبحث عن اجابة هذا السؤال الذي شغل الكثيرين لماذا هجر ابناؤها البقاء فيها .. وحرصهم على \”الدفن\” فيها بعد عمر طويل حتى انه ذات يوم قال أميرها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز لأحدهم وهو يقول له لقد \”تقاعدت\” وسوف أعود الى المدينة المنورة فقال له سمو الأمير انتم هكذا تحرمونها عطاءكم وتأتون اليها عندما تعصركم الحياة \”كالليمونة\”.
قبل خمسين سنة أو اكثر لم يكن في المدينة \”جامعة\” يجد ابناؤها مبتغاهم فيها ولهذا فهم يرحلون الى مدن فيها جامعة وعند التخرج يكون قد تم توافقهم مع تلك \”المدينة\” وزد على ذلك وجود فرص العمل فيها لهذا ترى أحدهم ينكفئ على – حاله – وتسرقه الايام في تلك \”المدينة\” بوجود الابناء ويكاد تنقطع صلته \”بمدينته\” إلا في المناسبات الخاصة وفي الأعياد حيث الذهاب اليها من باب \”النزهة\” واعادة الذكريات والوقوف على الاطلال والتأوه على الماضي ليس إلا.
لعل في هذا الذي قلته آنفاً اجابة على ذلك السؤال الذي فاجأني به أحدهم وهو لماذا تفتقد المدينة المنورة الى وجود ابنائها ليساهموا في بنائها وتقدمها.
التصنيف: