[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د.عائشة نتو[/COLOR][/ALIGN]

لبنى سليمان العليان، المديرة التنفيذية لشركة العليان المالية، اسم منقوش في ذاكرة المال والأعمال، هي تقترن سيرة ومساراً بحواء في قطاع الأعمال الذي تتحدى فيه المستحيل، وعندما فكرت في رصد و تدوين التجربة النسائية السعودية في قطاع الأعمال توقعت عسراً في الكتابة عن السيدة لبني العليان؛ لأن تجربتها المثيرة في عالم التجارة التي اقتحمتها من بوابة والدها سليمان العليان، شأنها شأن بعض نساء بلادي، عصيت عليها حروف الرصد لما تحويه من ثراء التجربة، وجسارة المحاولة في التجارة. و قد برز لي سؤال صعب فيما أنا أحاول التعامل مع رغبتي في الكتابة فكانت السطور التالية ثمرة ذلك المخاض، وإن كانت حروفي غير منصفة لها، لكنها نفحة صدقٍ ترسمُ بالحرف، من هي السيدة لبنى العليان؟
* لا أذكر بدءاً على وجه التحديد لحظة لقائي الأول بتاجرة السعودية الأستاذة لبني العليان، لكنني تشرفتُ بمعرفتها في كلية عفت للبنات بجدة ، وكانت لها مشاركة في أوراق العمل، وبعدها التقينا، وأتابع حصادها، سُمعة وصيتاً.
* في لقائي الأول بها كان قارب تجارتي يمارس الإبحار الهادئ بين شواطئ المال والأعمال وكلما سمعت عن انجازاتها أتذكر مقولة لوثر مارتن كنگ \”عندي أمل\”؛ ويزداد قلبي إيماناً بمشاركة حواء في التنمية المستدامة في بلادي.
تبدأ رحلة السيدة لبني من بنك (مورغن غارانتي/مورگن گارنتي) في نيويورك، وتنضج التجربة في مجموعة العليان الذي أسسها والدها عام 1947لتصبح عضوة في مجلس إدارة مجموعة العليان المالية والرئيسة التنفيذية للشركة.
تتولى السيدة لبني إدارة العمل والاستثمار لمجموعة العليان داخل السعودية والشرق الأوسط ، حيث تدير 40 شركة عملاقة وتشارك بعضوية مجلس إدارة البنك السعودي الهولندي، وكذلك عضوة في المجلس العالمي للتجارة في المنتدي الاقتصادي العالمي.
* وبعد..
فإن لبني، بعيدة عن الأضواء كتاجرة سعودية تستحق أن يؤرخ لها، ولابد أن هناك من هو أكثر مني التصاقاً بها وأغدق معرفة بها ليضيف في هذا الصوب ما ينير لنا الدرب في مسارات الأعمال، ويرسم لنا معالم التجارة للمرأة السعودية التي قادتها لبنى من شواطئ الشك والخسارة وغرق الثقة إلى مواني التجارة والإبداع، بلا ضجة ولا ضجيج!
* ورغم ذلك، تلقاها في منتدى أو على هامش حدث، فلا تشعرك بمكانتها، أو إشارة أو حديثاً ؛ لأنها من فرط تواضعها لا تحرضك على اقتحام ساحة شخصيتها،عدا ما يفيض به حديثها معك ثقافةً وانشغالاً بشؤون المرأة في الوطن، وكأنها لا هم لها ولا هاجس سوى تسليط الضوء على نتائج حواء في المال والإعمال؛ ولعل هذا يمنح المتأمل لشخصية لبنى العليان مدخلاً يحل (شفرة) النجاح في مشوارها التجاري.
ويتوج مسيرة نجاحات لبنى صدور الأمر الملكي بتأسيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، واعتماد وثيقة وقف وتأسيس الجامعة ويأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، بتشكيل أول مجلس أمناء لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية على النحو الآتي: المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، رئيساً، و من بينهم 19عضواً، 3منهم نساء وتمثل بلادي السيدة لبنى بنت سليمان العليان.
لذلك أردد دائما \”عندي أمل\” .. ستصبح إحدى بنات هذا الوطن وزيرة في عهد والدي الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *