لبنان المختطف والهروب إلى الأمام
الرئيس اللبناني ميشيل عون يبدو أنه وقع في ورطة كبيرة عندما اتجه رئيس حكومته المستقيل إلى فرنسا، حيث أنه يعرف باريس جيداً أكثر من غيره من اللبنانيين، فسبق وأن كان هارباً لمدة 15 سنة عن بلاده، فهل يريد للحريري أن يتجرع ذات المر؟.
يعي عون أن وراء كل هذا إيران ومن ثم حزب الله، حيث أنه الآن ـ أي عون ـ يمثل الناطق الإعلامي باسم الحزب وليس رئيس دولة لها سيادتها.
الموقف الآن في لبنان متأزم وبخاصة لرئيس الدولة فذهاب الحريري إلى باريس جعله أمام اختبار صعب، إذ إن عذر أنه محتجز في السعودية انتفى، فكيف يواجه الشعب اللبناني الآن؟ وما هو السيناريو الذي سيتبعه؟ بل ما هو العذر الذي سيقوله لشعبه؟ وهل يستطيع الإعلان أنه ـ أي عون ولبنان ـ يخضع لإرادة حزب الله؟ أم سيصمت؟.
إن الرئيس اللبناني أخطأ من حيث يدري فسيره وراء من يختطف لبنان وترديده معه أن رئيس الحكومة محتجز في السعودية، فهذه هي المشكلة الكبرى التي وقع فيها ويراها أسهل قارئ في السياسة، فبدلاً عن مناقشة أصل المشكلة ولبها ذهب إلى القشور وإلى الشكليات. وبدلاً عن مناقشة لماذا استقال الحريري من الرياض؟ وماهي الأسباب؟ ذهب إلى لماذا هو في الرياض؟.
ولعلنا ندرك أن موقف الرئيس كان واضحا من أول يوم من تقديم الحريري استقالته ففي الوقت الذي يفترض فيه أن يظهر على التلفاز ليقول شيئاً لشعب لبنان ترك نصر الله هو من يقوم بذلك، وفي هذا دلالة واضحة على أن لبنان لا تسير إلا بسلاح حزب الله، وأن الحزب يسيطر على مفاصل الدولة وعلى رئيسها.
إن الهروب إلى الأمام لن يحل المشكلة في لبنان، فالجميع يعلم ويدرك أن أساس بلاء لبنان هو حزب الله وإن لم يتخلص البلد من سلاحه ويعيده إلى وضعه الطبيعي ليكون حزباً سياسياً لا عسكرياً فإن وضع البلد سيكون من سيء إلى أسوأ.. والقادم سيكشف الكثير مما هو مخبأ لمصير لبنان إن بقي هذا الحزب بسلاحه.
التصنيف: