لا أفهم «حياد» حماس

Avatar

بقلم : خالد حسن
أريد أن أفهم، خاصة من محترفي التحليل العائم والتردد والضبابية والغموض، هل النظام السوري بانغلاقه المعهود وتسلطه ، يؤمن بشيء اسمه إصلاحات حقيقية؟
بعض الكتاب والمراقبين يتعامل مع الوحشية الأمنية السورية ببرود و\”عقلانية\” عزلاء فاقدة للروح، ربما لاعتبارات الممانعة والمقاومة التي ألبسوها النظام .
لو أنه تدرج في الإصلاح منذ البداية وبادر بإجراءات وسارع نحو التغيير لأمكنه الاستمرار في الحكم، هذا ما يردده كتاب متألقون، وهم بهذا واهمون رغم وجود شرفاء داخل حزب البعث وكثير منهم استقال، لكنهم غير مؤثرين على صناع القرار في دمشق ، فأعداء التغيير أقوى نفوذاً وتسلطاً وصوتهم أعلى داخل أركان الحكم السوري.
ليس ثمة ثورة بلا عقل ولا تصور، وما من ثورة إلا ولها أثر، ومن كان يعتمد في تسلطه وقمعه على دعمه لخيار المقاومة، فليس ثمة شرط مقدم على الاختيار الحر والرضى الشعبي. ولذلك لم أقتنع إلى الآن بموقف حركة حماس ـ على الأقل على مستوى منابرها الإعلامية بالحياد ، أتفهم هذا الموقف لكن لا أتقبله، لا ينفع مع القتل والمجازر والتضليل والدجل حياد ولا ظروف ولا استثناءات.
خضتم وما زلتم معركة إعلامية وسياسية وأمنية ضارية مع سلطة أبي مازن، وما من حر إلا وكانت له وقفة مشرفة مع حماس في معركتها مع الفساد، فما الفرق بين ماهر الأسد ودايتون؟ وهل بشار أرحم من أبي مازن؟ ، وأمامكم الفارون من جحيم الزبانية على الحدود التركية.
الأسد آواكم وحمى خياركم، وحيادكم صمام أمان لمخيم اليرموك ويمنع عن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا مذبحة أو توريطاً أو استدراجاً مثلما حدث في ذكرى النكبة، هذا نتفهمه، لكن الإجرام والقتل الجماعي وجرائم الحرب المروعة لا تصمد معها مثل هذه الحجج والمسوغات على وجاهتها.
حماس أدرى بظروفها، نعم، لكن هذا الصمت المطبق ولو من طرف خفي من جهة معتبرة محسوبة عليها، تجاه مجازر رهيبة، غير مقنع.
كيف لهؤلاء المجرمين أن يصنعوا تحريراً للجولان و يسهمون في مقاومة مستوطن وهم يذبحون شعباً، أغلقوا عليه جميع المنافذ وهجروه من بلداته، ليدخلها عساكره فاتحين، ويطهروها من البشر والشجر والماشية، شبراً شبراً.
ولعلي أتجرأ على قيادة حماس، بما قد أحملها فوق ما تطيق، لأتساءل: كيف لمقاومة أصيلة أن تتعايش مع دمويين متعطشين للسلطة؟

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *