كيف نحمي الصناديق التنموية؟

• د. منصور الحسيني

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

أنعم الله علينا بثروة مالية أصلها بترولي له عمر افتراضي يصبح بعده المصدر ناضبا لا ينتج، لهذا يجب أن تستغل هذه الثروة في التنمية البشرية بشكل مباشر حتى تصبح الموارد البشرية هي المحرك الفاعل للموارد المالية المتجددة والمستمرة، لذلك خصصت الدولة بعض الصناديق التنموية وضخت بها مليارات الريالات لهذا الغرض منذ سنوات ولكن النتيجة لا تعكس جزءاً من حجم الأموال التي صرفت أو رصدت ولم تصرف وفي كلا الحالتين هنالك أسباب بددت هذه الثروة أو لم تجعلنا نستفد منها.
المشكلة تكمن في أننا نأتي بالوسائل وندعمها بالمال وننصب عليها من هو ليس بفعال، لا تستغربوا إذا رأينا أحد المدراء العامين في منطقة ما من هذه الصناديق محبط بالفطرة وينتظر الوقت القصير المتبقي على تقاعده، فتجده لا يتفاعل ولا يشجع بل يتفنن في التعقيد وتضييع الوقت، بعض المسؤولين في هذه الحالات تصيبهم العاطفة الجياشة في عدم إنهاء فترة عمل الرجل في موقع غير هذا الموقع الذي وصل إليه لأسباب متعددة جميعها غير احترافية ولذلك يتركوه في موقعه احتراماً لسنه وخبرته دونما يشعرون أو يتذكرون للحظة أنهم يتجبرون بفعلهم على الوطن والمواطنين بسبب ذلك الرجل الحزين.
الصناديق التنموية لها أهداف لا تستطيع فصلها عن قطاع المال والأعمال وحتى تجني هذه الصناديق الجدوى من إنشائها يتحتم علينا إيجاد الكفاءة المؤهلة في هذا القطاع والتي لا تقبل المداخيل المنخفضة، كذلك هو الحال للإجراءات التي لن تستطيع أن تتفوق بها إذا ما كانت غارقة في بيروقراطية القطاع العام السلحفائي، لهذا لابد من خلق آلية تخضع لفكر وانضباطية القطاع الخاص لإدارة هذه المنشآت أو إسنادها للقطاع الخاص بقيود ونتائج محددة. إنه من الصعب أن تأتي بموظف قطاع عام تشبع على البيروقراطية والفطور الثقيل من كبده وتقاطيع، يكره الرياضة ويعشق النوم بعد لهف كمية من اللحوم، ثم تضعه على رأس هيكل تنموي يستهدف الشباب ويشجع الابتكار ورعاية الصغار، إنه المستحيل بعينه يا سادة.
لدينا مجموعة من المواطنين الذين لهم علاقة بمختلف مواقع التنمية تجدهم محترفي تعقيد للأمور ويظنون أن فعلهم محمود دون النظر للفوائد التي قد تحقق مما يريد تعقيده بسبب لائحة أو ريحة فائحة، لا توجد لديه البدائل لما يقف أمام تقدمه كحائل، هم يدعون أنهم للوطن ينتمون وفعائلهم توضح أنهم بسبب الرتابة وقلة الرقابة أصبح العمل لديهم لا يخضع لغير المزاجية مع بعض الواسطة والمحسوبية، من أجل هذا يعطى الدعم والقرض بدون تفنيد لأن الدافع غير مستفيد.
لابد من خلق آلية لهذه الأنشطة القيمة لكي تدار بفكر متطور وفعال يعتمد في الأساس على كم ريال سوف يصلني إذا ما اجتهدت وأنجزت ثم استرددت وجعلت العجلة لا تقف وكذلك الإنتاج التنموي، نعتقد أحياناً أن ما قد نوفره من عمولات لا نقبل دفعها بنظام فتجدنا ندفع أضعافها بسبب الإهمال الذي لا تستطيع تفاديه بدون كفاءة عالية ورقابة حديثة والتي لا تتوفر بدون أن تدفع لكي تأخذ أو لا تدفع ولا تأخذ بل يؤخذ منك ولايرد لك.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *