•• في بداية خطوه في الحياة بهرته “الصحافة” ببريقها.. وبأضوائها فاراد أن يكون واحداً من هؤلاء الذين يملأون الدنيا شهرة واسماؤهم على كل لسان.. وصورهم على واجهات الصحف فظن ان الطريق سالكة وان الامر لا يتعدى عن ان يرتدي اجمل ما لديه من ثياب.. ويرص في جيبه اقلام “الباركر” المذهب ليكون واحداً من هؤلاء الذين تخطف اسماؤهم عيون الناس ودخل على ذلك المسؤول عن “الصحيفة” فأعطاه بارقة أمل في امكانية ان يدخل هذا العالم المجنون.. والصاخب.. هذا العالم الذي لا يرتضي من يدخله الا بشرطين لا ثالث لهما.. الموهبة.. والمثابرة على ملاحقة كل ما يجري حوله اطلاعاً ومعرفة.. وقدرة على هضم كل شيء وتمثله وافرازه عملا صحفياً ناجحاً.. لكنه اكتشف بعد سنوات العمر انه لم يكن ذلك الاسم اللامع والذي يتردد اسمه بين الناجحين والموهوبين فاصبح يطوح به بين اقسام “صحيفته” دون ان يجد لنفسه مكانا بارزاً والتفت ذات يوم ليجد ان من اتوا بعده قد تخطوه وذهبوا بعيداً وحققوا لأنفسهم اسماءً تتخاطفها “نيون” شارع الصحافة.. ادرك.. مؤخراً انه قد اضاع عمره في الاتجاه الخاطئ ذات يوم دخل عليّ المكتب قائلا:
يبدو انني عرفت متأخراً ما كان يجب ان اعرفه بسنوات وانني لم اسمع نصيحتك لي بان هذا العمل لا اجيده.. وانني قررت ان افتش عن مكان آخر فقلت له لقد ادركت ذلك مؤخراً وهذا خير لك وعليك ان تبحث عن مكان آخر.
ذهب من عندي يومها.. ليفاجئني بعد سنوات قليلة كواحد من اصحاب الأرصدة الكبيرة في البنوك.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *