( كن داعيا) فيه خير عميم
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مصطفى محمد كتوعة[/COLOR][/ALIGN]
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد تنظم في الثالث عشر من شهر شعبان المقبل المعرض الثالث عشر لوسائل الدعوة إلى الله (كن داعيا) في محافظة خميس مشيط ، وهذا التاريخ لتنظيم المعرض الهام يصادف فترة الإجازة مما يتيح لزواره ورواده والمشاركين فيه التفاعل مع نشاطاته وأهدافه، وهو جهد موفق ومشكور من الوزارة. فعلى مدى ثلاثة عشر عاما نلمس اهتمام الوزارة والاهتمام الشخصي من معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ لهذا المعرض ومقاصده الحميدة لترسيخ قيم الدين ودور المسلم في بناء المجتمع والتواصي بالحق والوسطية والاعتدال في الفكر والسلوك وهذا هو جوهر الدعوة إلى الله.
فهذه البلاد الطيبة التي شرفها الله تعالى بالكعبة المشرفة قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، وبمهبط الوحي ومثوى سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه ، وتتشرف مخلصة بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن ، إنما تحرص كل الحرص على الوسطية السمحاء التي يجب أن تسود الأمة دون غلو ولا تفريط ، وهذه ثوابت راسخة في نهج هذا البلد باعتباره قلب الأمة. وقد قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله ومتعه بالعافية، قدم للعالم نموذجا لقيم الحوار التي يجب أن تسود العالم. ومما لا شك فيه أن هذا النهج المضيء يستوجب علينا نحن أبناء هذا الوطن بأن نكون عنوانا صادقا لقيم ديننا الحنيف ونموذجا ناصعا لوطننا ولمكانته بالممارسة الحياتية الصحيحة والحوار السمح اللين في كل أمورنا ، وحري بنا أن نوسع هذه الروح الأصيلة في حياتنا.
إن إحساس كل منا بمسؤوليته تجاه الدعوة يجب أن يتعاظم ويتوسع حتى يعبر نهج بلادنا عن عقيدتنا السمحاء وسلوكنا، فالفرد والأسرة هم نواة المجتمع وإذا صحت الأسرة واستقامت أركانها على الرباط المقدس وقيم الحوار فإن المجتمع يزداد تماسكا وتلاحما. وأهمية معرض (كن داعيا) يمثل أهمية كبيرة في هذا الاتجاه من خلال فعاليات هادفة سواء ما يتعلق بأنشطة الوزارة ومشاركات المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وكذلك جمعيات تحفيظ القرآن الكريم والعديد من الجهات الحكومية والجامعات والجهات الخيرية ودور النشر وغير ذلك من جهات مشاركة تؤدي دورا في بناء المجتمع ، لذلك فمعرض \” كن داعيا \” مناسبة محمودة نثمنها ونقدرها عاليا لمعالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ وقيادات الوزارة واجهزتها وفروعها وفقهم الله ، والتي تترجم خطة الوزارة في المناطق والمحافظات ومجتمعنا بحاجة دائمة إلى مثل هذه الفعاليات السنوية التي تحظى بحضور واسع ومشاركات كبيرة من مختلف شرائح المجتمع خاصة وأنها تقام في فترة الإجازة الصيفية السنوية للتعليم بكافة مراحله.
واتمنى هنا على كل أسرة أن توفر لأفرادها فرصة المشاركة في هذا المعرض وأن تخطط للاستفادة منه في إثراء حياتها والجوانب التربوية للأبناء وخاصة الشباب ، وكذا المجتمع واجهزته وقطاعاته واداراته الحكومية والخاصة التي يستوجب عليها مراعاة الله وتقواه في ما تؤديه من أعمال ومهام وتيسير أمور الناس ومعاملاتهم وحمايتهم من الغش وأية مظاهر للاستغلال. وكما قال معالي الوزير النشط الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في معرض العام الماضي في الاحساء :(( ان المعرض يهدف أن يكون هناك حس لدى كل المهتمين بالإسلام رجالاً ونساء ، ومن المهتمين في الأجهزة الحكومية والأهلية إلى أن يكون للدعوة من أعمالهم النصيب الأوفر لأن حركة المجتمع إنما تستقيم بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر )) وهنا يحمد للوزارة والقائمين على معرض \” كن داعيا\” حرصهم على تطوير البرامج والفعاليات والاستفادة من التقنيات الحديثة في وسائل المعلومات الحديثة لإيصال رسالته وترسيخها لتستقيم حياة الجميع .
نسأل الله تعالى أن يوفق هذه الجهود الخيرة المباركة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، فصلاح المجتمع والأمة يبدأ من صلاح الفرد ووعي الجميع بدورهم في رفع راية الدين ونصرته وخدمة الوطن وتقوية دعائم الأخلاق والقيم الاسلامية بالقدوة والمعاملة الحسنة والدعوة إلى الله على بصيرة ، وما أحوجنا إلى هذا الخير لفلاح الدارين بإذن الله.
للتواصل 6930973 02
التصنيف: