[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** هذا المثل الشعبي (كل فطير.. وطير) يمكن أن ينطبق على عدد من حالات الحياة الاجتماعية وما كان ايجابياً فمرحباً به، وما كان سلبياً فلا بارك الله فيه.. نسوق كل هذا ونحن أمام أولئك الناس، ممن لا يهم احدهم سوى روحه، اما بقية عباد الله فلا قرار لهم. عندما تجده يمارس نرجسية مبالغ فيها الى درجة القرف، فهو يدخل الى الدائرة الحكومية وأنت تتحدث مع الموظف في شأن جئت خصيصاً من اجله، الا ان نرجسية اخينا هذا تصر عليه ان يقتحم حديثكما، عندما يبدأ (بدون أحم او دستور) في عرض قضيته متجاهلاً حتى أدب الدخول في احلوار.
** يريد مثل هذا الشخص وأمثاله أن يرضي غروره المريض، بانه ومن خلال (فهلوته المصنطعة) يمنكن له ان (يأكل الفطير.. ويطير) فيأخذ حاجته ويقضي شأنه (على السريع) غير مكترث بك انت كمراجع جئت قبله، وجلست مع الموظف قبل ان يحضر سعادته.
** كنت اتمنى لو كان بالامنكان ان يتلقى مثل ذلك الملقوف والانتهازي والنرجسي، صفعة محترمة (على قفاه) ليعرف هو وامثاله، ان انتظام الحياة، وسيرها الطبيعي، وحضارية التعامل، لا تقبل بهكذا تصرف، وان من اول ابجديات الادب الاسلامي والحضاري معاً، ان يتوافد الناس على قضاء شؤونهم بـ(الدور) كل حسب وصوله، حتى لا يظن احد انه فوق الآخرين، او ان ما يجري في شرايينه هي دماء زرقاء، بينما الآخرين لا يحظون الا باللون الاحمر.
** مشكلة عدد من الناس هو التكبير والفوقية، وهؤلاء بالتأكيد لدى الواحد منهم (مقلب في نفسه) ولو وجد من يعيد توازنه، ويوضح له خلله، ويفهمه انه لا بأمواله، ولا بجاهه، ولا بعائلته، يمكن ان يرتفع فوق الآخرين، لعرف ان الحياة نظام اجتماعي تكافلي متناغم، لا يرتفع احد فوق احد الا برصيد الخلق النظيف، والسيرة الحسنة، والأدب الجم، ولو تنازل المتكبرون والمتعجرفون عن صلفهم وغرورهم، لهدأت الناس، وتقاسم الناس فرص الحياة بصورة متكافئة، كل حسب اسبقية وصوله، وبحسب جدارته وكفاءته وخبراته ودماثة خلقه.
** ولعل احدكم يحمل أمثلة اخرى كثيرة مما يراه في الحياة، من صفاقة نفر من الناس، يقفزون على اخوانهم، ويتجاهلون غيرهم، ويتخطون من وصل قبلهم، ويتعمدون خطف فرص الحياة من ايدي السابقين نحوها، وهذا في واقع الأمر من سوء الأدب، وهو ايضاً قدح ظاهر في الالتزام الديني الذي يأمرنا بأن لا نأخذ ألا نصيبنا المشروع بالوسيلة المشروعة، وهو ايضا نتيجة تلقائية لغياب العقوبة، عندما آمن هؤلاء القافزون من الملاحقات القانونية، ومن ضعف التنظيمات والمتابعات لمجريات عدد من شؤون الحياة، ولك مثلاً في هذه النقطة بالذات ان ترى أولئك الذين يجاهدون بطرق غير مشروعة للوصول بسياراتهم الى قرب الاشارة المرورية، ثم التقدم على اول الواقفين بشكل غير نظامي، وقد يكون جندي المرور حاضراً، ولكنه يتشاغل عن ذلك التصرف النشاز والمخالفة الواضحة.
** لقد ارهقنا فريق (كل فطير.. وطير) ولابد والحالة هكذا ان تصاغ العديد من الآليات التنظيمية، للحد من تزايد نزف هؤلاء وايقافهم عن المزيد من ممارساتهم العبثية هذه، حتى لا يأتي يوم قادم فتصبح الأفعال المشينة لهؤلاء هي السائدة، وغيرهم من الممسكين باحترامية النظام والأدب والتعامل الحسن هم الشواذ؟
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *