كتاب يخسرون قراءهم
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
** بعض الكتاب عندما يكتبون للقارئ ينسون ان ذلك القارئ لم يعد هو منذ عشرات السنين حيث يكون تحت سطوتهم مبهوراً بما يقولون مسلماً بما يصلون اليه من احكام على الاخرين، لقد نسوا ان العالم انفتح وان الفضاء هو الاخر اصبح نوافذ مشرعة موفراً للحقائق والرؤى فهو اكثر قدرة وامكانية على فهم الغامض من القول من كاتبه.. ومع هذا يصر بعض الكتاب على استغفال القارئ بالتركيز على مفردات اصبحت بالية وليست ذات مدلول صحيح او حتى صادق في التناول بل هي فرغت من معناها.
ان المتلقي يصفع كاتبه في كل يوم يقرأ له ما هو بعيد عن ادراكه وقوة فهمه يصفعه بكل ارتياح دون أسف أو حتى تأسف على فعلته تلك لأنه يشعر باستسخافه له .
فمتى يشعر بعض هؤلاء الكتاب بهذه الحال التي هم عليها مع قرائهم الذين هم في مقدمة الفاهمين لما يدور حولهم من احداث اكثر منهم فأولئك الكتاب الغارقون في الفوقية واوهام المعرفة وسطوة الثقافة \”المدعاة\” ما هم إلا غافلون مع ان كل هذه التظاهرة العلمية تذهب ادراج الرياح إذا ما دُفع الكاتب منهم في مصيدة الانحراف عن قول الحق وتصنيف الواقع كما هو واقع وليس غير ذلك.
ان عالمنا العربي مليء بهؤلاء الكتاب الذين يملؤون أنهر الصحف كل صباح من الغث من القول تاركين السمين للآخرين.
التصنيف: