كأس العالم والتحدي الكبير -2-
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بشير علي كردي[/COLOR][/ALIGN]
وتعود رشا بصحبة والديها لتقديم التهاني بالعام الهجري الجديد، وتعود للدردشة عن كأس العالم عام 2022 وقد جمعت ما تيسر لها من المعلومات عن دولة قطر وعن شقيقاتها أعضاء مجلس التعاون الخليجي، وتعود لتقمص الشخصية الصحفية، فتخرج من محفظتها اليدوية الدفتر والقلم، وتطرح الأسئلة وفيها: أن الدولة المضيفة قد رصدت مبالغ مالية سخية لتطوير البنية التحتية لكل أرجاء دولتها ولبناء مطار دولي على أرقى المستويات وأحدثها ليلبي احتياجات المناسبة في عام 2022 ، إضافة إلى مد سكك حديدية داخل الدولة وسكة حديد تصل الدوحة بالمنامة تمر فوق الجسر الذي يجري العمل فيه ليصل بين تراب الدولتين الشقيقتين، والسؤال هو ما إذا كان التحدي الذي دفع بقطر لهذه الورشة العمرانية والبيئية المكلفة جدا سيلقي بعدواه على دول الجوار وخاصة المملكة فتقوم ورشات مماثلة تكمل ورشة قطر فتعطى معنى وقيمة للتعاون والاندماج المأمول بين دول المجلس الموقر، فنرى وفي المستقبل القريب ربط المنامة بالدمام بسكة حديد عبر جسر الملك فهد (وهو بطول 45 كيلومترا وافتتح في 25 نوفمبر لعام 1986 وكان وقتها أطول جسر في العالم) لتؤكد المملكة على عروبة البحرين؟، وهل سنرى سكة حديد ساحلية تربط الكويت بالدمام فمدن دولة الإمارات العربية المتحدة وصولاً إلى الدوحة فمسقط؟ واستكمال مشاريع سكك الحديد التي تربط بين مدن شمال المملكة وجنوبها وشرقها وغربها؟ وهل ستستقطب محطات سكة الحديد وقد ربطت بين مدن الجزيرة العربية الرئيسية تشييد مجمعات سكنية مستوفية لمتطلبات الحياة الكريمة فتحد من الهجرة إلى المدن الكبيرة وتنمي قدرات المدن الصغيرة والقرى والواحات على استيعاب أبنائها؟.
وهل سيتعامل زوار قطر عام 2022 بالعملة الخليجية الموحدة وقد حلت محل اليورو والدولار كعملة تبادل بين الدول لما لها من ضمان الذهب الأسود؟ وكيف ستكون العلاقة بين الدينار الخليجي واليون الصيني، هل ستكون علاقة ودية أو عدائية كما هو حاصل اليوم بين الدولار واليورو؟ وهل ستساهم العملة الخليجية بما لها من ضمان ثابت في حماية العالم من أزمات اقتصادية كتلك التي نعيشها اليوم ؟ وهل سيشهد العالم في عام 2022 ولادة إتحاد دول الخليج العربي فتتحول الحدود الدولية التي تفصل بين دولها اليوم إلى حدود إقليمية وتعود للجزيرة العربية وحدة ترابها واندماج شعوبها لتكمل مسيرة المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود التي لمت شمل الأسرة العربية من مياه الخليج إلى شواطئ البحر الأحمر؟ وهل سيكون لهذا الاتحاد إذا ما ولد سليما متعافيا أن يمد جسور الأخوة والتعاون إلى بلاد الشام والرافدين فنرى وحدة اقتصادية وثقافية واجتماعية كتلك التي حققتها الدول الأوربية؟.
وهل ستستقطب جامعات اتحاد دول الخليج العربي الدارسين من العديد من الدول وقد اكتسبت سمعتها العلمية المرموقة وأخذت تنافس كبرى جامعات الغرب والولايات المتحدة؟ وهل سترى مجتمعاتكم في عالميكم العربي والإسلامي قيام عدالة اجتماعية مبنية على مكارم الأخلاق كما جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية؟.لقد جاء في القرآن الكريم: \”كنتم خير أمة أخرجت للناس\”، والقرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان، فهل ستعملون على استعادة هذه المكانة والمنزلة الرفيعة؟ فعالم اليوم في أمس الحاجة لنظام عالمي يتبنى مكارم الأخلاق لكونها تغطي جميع احتياجات المجتمع من أجل حياة كريمة لا تفرق بين مواطن وآخر إلا بالتقوى. وهل؟ وهل؟ وهل؟ وهنا تدخلت والدتها لتوقف سيل الأسئلة بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين بسرعة الشفاء والعودة إلى بلده وشعبه وأمته وقد استعاد كامل صحته ونشاطه ليتابع مشوار التطور والتنمية ويواصل مساعيه لنزع فتيل الفتنة في لبنان، واتفاق طوائف الشعب الفلسطيني على كلمة سواء تشد من أزرهم في مواجهة الاحتلال الصهيوني لأغلى المقدسات عند المسيحيين والمسلمين.
مدريد
التصنيف: