قليل دائم خير من كثير منقطع

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم اّل إبراهيم[/COLOR][/ALIGN]

قبل أيام ودّعنا شهر رمضان شهر الخير والبركات، شهر أوله رحمه ومنتصفه مغفرة وآخره عتق من النار، شهر رمضان المبارك ترى الناس فيه يتنافسون بينهم على الخيرات والعبادات، ففئة تحافظ على الصلوات في أوقاتها وفئة تداوم على قراءة القرآن وفئة ثالثة تقوم بمساعدة الفقراء من زكاة مالها سواء في الداخل أو الخارج وفئة رابعة تقوم بصلة الأرحام وزيارة الأهل والأقارب.
صور جميلة في شهر كريم، فترى المساجد عامرة بالمصلين في الصلوات الخمس من مختلف جنسياتهم وألوانهم وهذا فضل من الله عز وجل على هذه الأمة الإسلامية.
انتهى هذا الشهر الكريم وقلت الصورة الجميلة التي كنا نراها في هذا الشهر المبارك، قلّ المصلون في المساجد إلا الفئة التي كانت تحافظ على أعمالها قبل رمضان زادهم الله إيمانًا وزادهم تقوى.
مع الأسف إن بعضًا من المسلمين يجتهدون في هذا الشهر الكريم من الصلوات والأعمال الصالحة وعندما ينتهي هذا الشهر لا ترى هؤلاء الأشخاص إلا في رمضان الذي يليه.
ولو تأملنا قليلاً كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يستعدون لاستقبال رمضان قبله بستة أشهر ويعدّون له من الصلوات وقراءة القرآن والصدقات وصلة الأرحام، يعوّدون أنفسهم طول السنة على هذه الأعمال وبعد انتهاء رمضان يُحاسبون أنفسهم ماذا قصروا وفي أي جانب من العبادات.
فالمفترض على المسلم أن يزيده هذا الشهر الكريم إيمانًا وتقوى وعبادة ويعطيه شحنة إيمانية لاستمرار العمل لا للتوقف بعد هذا الشهر. لأن الإنسان لا يعلم الغيب ولا يضمن الظروف، فاليوم هو في صحة وعافية وربما تمرّ عليه أيام لا يستطيع حتى أداء الصلاة.
فالمفترض من المسلم بعد خروجه من رمضان أن يكون له برنامج يومي:
1- المحافظة على الصلوات الخمس جماعة في المسجد.
2 – قراءة القرآن الكريم بشكل يومي ما استطاع.
3 – صيام الأيام البيض من كل شهر وصيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع.
4 – الصدقة ومساعدة الفقراء بما نستطيع من خلال الجمعيات الخيرية، وتدريب الأبناء على التصرّف بوضع حصالة في المنزل والتصدّق بأموالها للفقراء والمساكين.
مصداقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: \”ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعطِ منفقًا خلفًا ويقول الآخر اللهم أعط ِممسكًا تلفًا).
نتمنى كمسلمين أن نكون قد استفدنا من شهر رمضان لأنه مدرسة من العبادات والطاعات وأعمال الخيرات، وأن نداوم بعدها على ما كنا عليه في رمضان من الأعمال وإن كانت قليلة مصداقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (قليل دائم خير من كثير منقطع).
ونسأل الله عزّ وجلّ القبول والتوفيق للجميع.