قطر ومصر اختلافات أم خلافات ؟

• د.سعيد بن علي الفقيه

لاشك أن سر قوة الدول في وحدتها، واتحادها، فلذلك اتجهت كثير من الدول إلى مبدأ التوحد في القرار والوحدة في المصير!! فرأينا الإتحاد السوفيتي سابقا، وماكان عليه من هيمنة وقوة، بل كان صاحب القرار في العالم مشاركة مع الولايات المتحدة الامريكية، حيث كانا يمثلان ميزان القوى واتزان القوة، في العالم !! ولكن عندما اختل ذلك الميزان، فمالت الكفة لقوة واحدة عظمى ، حصل من الخلل، والتخبط، وانعدام التوازن في العالم، ما صاحبه من أحداث جسيمة، ووقائع اليمة، ومآسي حزينة، ونتائج وخيمة، على معظم الدول، بعد رفع شعار إن لم تكن معي فحتما أنت ضدي!! عكس ما كان معمولا به سابقا، تحت قاعدة( دول عدم الانحياز ) !! هذا مما جعل وحدة البيت العربي، واتحاد دوله، أو على أقل تقدير نبذ الخلاف والاختلاف بينهم، وتوحد مطالبهم، ووحدة كلمتهم، هي خارطة الطريق الوحيدة لضمان، أمن الدول العربية، واستمرار أمانها!! فما كان سابقا مطلبا اختياريا، للتنمية والتطور، والرخاء والاستقرار، أصبح الآن شيئا إجباريا وحتميا !! بل هو مصيري في هذه الظروف الراهنة!! أي أصبح يمثل حقيقة مصطلح ( البقاء) للدول العربية وشعوبها!!
وخادم الحرمين الشريفين بنظرته الثاقبة، وبعد نظره، وخبرته السياسية الطويلة، وحبه للأمتين الإسلامية والعربية، وسعيه الدؤوب، للم الشمل، وترتيب البيت العربي، وتنظيمه، ليصبح قلعة صامدة، في وجه كل أعداء الأمة العربية بخاصة، والإسلامية بعامة!! فتعامل الملك عبدالله مع الأوضاع الراهنة بعقلية السياسي الكبير، وبفطنة المفكر الواقعي الدقيق، وبالفكر الاستراتيجي العميق ، وبحكمة القائد المعاصر للوقائع،المتعايش مع الواقع، المتابع لمستجدات الأحداث،المستبصر لخفايا الأمور مع اختلاف المواقف، وتنوعها، وسرعة حدوثها !!
وبناء عليه فقد نادى خادم البيتين، بضرورة تحول دول مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد وتوحد، ليكون ذلك كدرع رادع وقوة كبيرة لا يستهان بها تحمي دول الخليج من أي أعتداء خارجي أو تعدٍ على أي جزء من أراضي الخليج الواحد!!
ثم قام برأب الصدع الخليجي عندما صالح بين قطر من جانب، وبقية دول الخليج، المختلفة مع قطر.
وهاهو اليوم يحول الاختلاف بين دولتين عربيتين مهمتين مصر وقطر، والذي كاد أن يكون خلافا، يحوله إلى اتفاق وتوافق دائمين بإذن الله ..
فأمة فيها مثل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لا خوف عليها بإذن الله، رزقه الله الإخلاص في القول والعمل، فنجحت مساعيه، وثمنت جهوده، وتحققت على يديه إنجازات وطنية وخليجية وعربية وإسلامية .. حفظه الله ذخرا ونبراسا لشعبه خاصة، للأمتين العربية والإسلامية، عامة.
الرياض
[email protected]
Twitter:@drsaeed1000

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *