[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]الشريف خالد بن هزاع بن زيد[/COLOR][/ALIGN]

بدأت ساعة الحساب وبدأت المطرقة القوية تضرب أوكاره المتسببة في فاجعة السيول ونرى المتعاونين مع اللجنة بإفاداتهم كما نرى أعداد الموقوفين على ذمة التحقيق في زيادة بينهم مسئولون \”كبار\” وعشرات الموظفين من جهات مختلفة تم اقتيادهم في ساعات النهار وخلال ساعات الدوام على مرأى من جميع الموظفين وإن كان لأمانة محافظة جدة النصيب الأكبر منهم وهذا يضع أمامنا عدة حقائق لا تتعلق بالتحقيق الجاري ، بقدر ما يفهمها المواطن البسيط.
أولى الحقائق: كثرة الأخطاء وتراكمها وفداحتها وانحرافات متغلغلة في أكثر من مستوى وظيفي .
الحقيقة الثانية أن الموظف الصغير ضعيف النفس لا يجرؤ على الانحراف إلا عندما يراه في من هو أكبر منه ويصبح الفساد خلايا سرطانية في جسد العمل . وقد سبق وكتبت عن مظاهر مكشوفة لرائحة انحرافات نفاذة ، أصبحت ككتلة من الخيط المتشابك لا تعرف أولها من آخرها .
الحقيقة الثالثة :أن الخلايا الفاسدة كانت تسرح وتمرح في التعدي على المال العام والتواطؤ مع البعض من القطاع الخاص وفي كل الأحوال يطبقون انتهازية ممقوتة بمبدأ \”امسك لي واقطعلك\” إن كان في طريقة ترسية مشاريع أو التستر على أخطاء جسيمة وصولاً إلى \”تسليك المصالح الشخصية\” بطرق ملتوية على حساب أموال الدولة ومصالح المواطن و حقوق البسطاء لحساب \”هوامير\” أراضي وعقارات ومقاولات وأمثال تلك النماذج يغرون \”خلايا نائمة\” متحفزة للانقضاض هي الأخرى على المال العام يستحلونه في بطونهم .
عندما كتبت على مدى أكثر من عام عن مظاهر فساد قال لي البعض من المحبين والخائفين على مستقبلي الوظيفي أنني أضع رأسي بين أنياب الحيتان\” بل نصحني أحدهم بألا أقترب من عرين مسئولين كبار \”تم توقيفهم قبل أيام\” فقلت \”الأرزاق على الله والحق أبلج \”.
مبدأ \”من أين لك هذا\” يكفي لمعرفة مسافة \”مسئولين وموظفين\” من طهارة اليد وكما ذكرت قبل شهور ، هناك من كانوا \”طفرانين\” وأصبحوا \”بطرانين\” ولأن تخمة المال طفحت من وعائهم الواسع فكان لابد من دخول عالم الشهرة وإن دفعوا من أجلها الملايين التي يعلمون جيداً من أين وكيف اكتسبوها وكيف أنشئوا مؤسسات وكيف حصلوا لها على عقود بالملايين من جهة عملهم؟!
أحمد الله أنني قلت كلمة حق طويلا رغم ما تعرضت بسببها من ترصد لا حصر له بالمضايقات وظلم لا حدود له وتهديد بقطع الأرزاق كما أحمد الله أنني لم أحصل على منحة أرض من الأمانة رغم أنني استحقها كمواطن ولم أطلبها رغم ما رأيته من \”أوكازيونات\” لأشخاص ولأولادهم ولأحفادهم ولو طلبتها لنلتها ليس فقط كمواطن وإنما ستكون أسرع لو سكت قلمي عن الحق كما أحمد الله أن قلمي لم يقصف.
الرأي العام الذي ينتظر النتائج والمفجوعون بصفة خاصة قد اطمأنوا أن العدالة ستقتص لهم بعون الله ، ثم بحزم الملك العادل عبد الله بن عبد العزيز الأمين على هذا الوطن ومقدراته نصير المظلومين وماسح دمعة المكلومين القوي في قبضته على الفساد بعد أن جبر حفظه الله ، مصاب ذوي الشهداء والمتضررين .
نعم حان الحساب من خان أمانته وظن أن عمله بلا حساب أو غفل عن المهام الكبيرة وانشغل بصغائر الأمور ومن اجتهد وأخطأ كل ُُسينال ما يستحق من العدالة في دولة الحق فالله يمهل ولا يهمل.
* نقطة نظام : قال تعالى \”ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين\”

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *