في الماضي وحين كان التعليم غاية في حد ذاته، كان الطالب اذا وصل الى القبة يشار إليه بالبنان وتصبح له وجاهة وحيثية في المجتمع.
من ينظر الى مبنى مدرسة الفلاح ويفكر فيه بعمق يجد الكثير مما يستحق الدراسة والبحث. هذا المبنى تم افتتاحه في العام 1335 هجرية أي قبل مئة وأربعة أعوام.
تصميم المبنى لم يتبع الطراز السائد في ذلك الوقت. يتكون المبنى ذو الطابقين من ثلاثة أضلاع (على شكل حرف يو الانجليزي) ضلع شرقي، ضلع غربي والأخير جنوبي تاركاً الناحية الشمالية مفتوحة من أجل تهوية ممتازة. كما أن وجود الساحة في المنتصف يجعلها مظللة ولاتتعرض لأشعة الشمس المباشرة مما يجعلها مناسبة لجميع الأنشطة. كمان أن الخامات المستخدمة وخصوصاً الأخشاب هي من أجود الأنواع والتي ما زالت بحالة جيدة.
نعود إلى القبة، لم تكن القباب وخصوصاً الخشبية من الفنون الشائعة في الطراز المعماري الجداوي. فمن صممها وهل تم استقدام نجارين لينجزوا هذا العمل الذي لا يزال قائماً وبحالة جيدة.
أسئلة أطرحها لعلها تكون مثار بحث جديد. من صمم هذا المبنى ذو الطراز الغريب والذي سبق عصره وزمانه؟ ومن نفذ هذه التحفة المعمارية التسلل تطابق الطراز الجداوي؟ من أين تم جلب المواد والخامات للعمل؟ كل ذلك وكانت الظروف عصيبة ومواكبة للحرب العالمية الأولى وانهيار الإمبراطورية العثمانية.
رحم الله من بناها وعلا بنيانها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *