[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فاروق صالح باسلامة[/COLOR][/ALIGN]

من المفيد ونحن نستقبل شهر رمضان المكرم أن نتعرف على ثقافته وعلومه وآدابه. ومن الجدير بالذكر بنا أن نستجلي معاني هذا الشهر واسرار فضله وكيفية عباداته وأصوله وآدابه. وهذا كتاب «في ظلال رمضان» لمؤلفه الطبيب الاديب الاستاذ الدكتور طاهر تونسي يحدد فيه كل ما يتعلق بشهر الصوم الكريم وما يعلي من شأنه في الكتاب والسنة والفكر الديني والتراث الاسلامي. فيكفيه اجتماعيته من هذه الامة المؤمنة والمجتمع المسلم الذي يستقبله بكل ود وحب واستعداد مادياً ومعنوياً وحسياً وروحياً ودنيوياً. والمعجب في كتاب الدكتور تونسي انه حوى عظائم هذه الشعيرة الغراء ومكارمها الخيرة وآدابها الخلقية فيخرج القارئ بعد قراءته اي قراءة الكتاب بهذا التصور والذي رسمه الدكتور لشهر الصوم الكريم.. تصور المفكر المسلم والأديب المؤمن الذي بما أورده في كتابه يسلك هذا المسلك: يرسم لنا اولاً رمضان في القرآن الكريم فيشبع هذا الفصل من الكتاب بآيات الله المحكمة ثم يثنيه بكيفية هذا الشهر في السنة النبوية المشرفة ولا يفوت المؤلف الكريم ان يأتي في الفصول الأولى من كتابه بحكمة الصيام واحكامة وفوائده روحيا وجسدياً ودينياً ثم يرسم لنا صورا حميدة للجنة والتحلي بصفات اهلها وللكفار النار والابتعاد عن صفات أهلها هكذا يبين المؤلف ما فيهما من فوارق الإيمان والإسلام. ولعل من أهم ما يوضحه المؤلف لقرائه الصفات السيئة من بعض الصائمين «في حالة النسيان» كالغيبة والنميمة وما يثير الغرائز البشرية من سوء وفحشاء لينقلنا بعد ذلك في فصل جديد الى البر والاحسان في شهر رمضان والتوبة الى الله مطلوبة في هذا الشهر ومرغوب فيها حتى تكون التوبة النصوح.
وما أكثر الفوائد في هذا الكتاب الذي يرسمها مؤلفها. للصائمين والصائمات ويذكرهم بالاعتكاف في العشر الأواخر لما فيه من الأجر العظيم والجزاء المشكور ولا ننسى ليلة القدر في هذا الشهر فهي لمن اعتكف فيها وتعبد الجزاء الاوفى الا وهو غفران الذنوب والفوز بالنعيم المقيم. والحق ان كتاب في ظلال رمضان منوع ومشكل من الأبواب الفاضلة والفصول المفيدة مثل الذي كتبه الدكتور طاهر عن السحور وأسراره الطبية والرطب والتمر في الإفطار وان رمضان فيه وقاية من الأمراض ثم يتحدث عن قيام الليل وتلاوة القرآن في آنائه والاستغفار في لياليه.. ومع ذلك كله يبدو الكتاب مليئاً بالفوائد والآراء فلا ينسى المؤلف صلة الرحم بين الناس وكيفية آثارها الحسنة في نفوسهم وأرواحهم وهذا تذكير منه للمجتمع بأن يكفوا عن الانقطاع الاسري والتفريق الاجتماعي وعدم التفعيل لهذه الصلة الرحمانية الكريمة. أما تلاوة القرآن وما فيها من فضائل وأجر كريم من المولى جل جلالته فقد خصها الدكتور بفصل في كتابه جدد فيه أهمية تلاوة القرآن بين الكبار والصغار والصائمين والصائمات.
وعوداً على ما قلناه من أن الكتاب الذي نعرفه بأنه مفيد في بابه أن لمؤلفه الكريم تصوراً للغزوتين الكريمتين غزوة بدر وفتح مكة بأهمية بالغة لانها الفيصل بين الحق والباطل وبين الاسلام والكفر كما ان فتح مكة قد تجلى فيه روحانية الدين الاسلامي وذلك بفتح النبي صلى الله عليه وسلم لها وهدم ما تبقى من الشرك وصوره وبذينك الفتحين تكامل دين الإسلام وعظمت شعائره واصبح المسلمون في عهد النبي صلى الله عله وسلم امة التي قال تبارك الله وتعالى: «كنتم خير أمة اخرجت للناس» وقوله كذلك «اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا». وبعد هذه الجوانب التثقيفية لرمضان المعظم وشعائره وثواب اعماله يقدم لنا المؤلف الفاضل طاهر تونسي عيد الفطر المبارك ادباً وايماناً وفرحاً وسروراً بعد شهر من الصيام والقيام والركوع والسجود والتفضل بالصدقات والإكرام بالطعام والصلاة بالليل وتلاوة القرآن. جعلنا الله ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه في هذا الكتاب المبارك.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *