في الدفاع عن النساء

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]هناء حجازي [/COLOR][/ALIGN]

أستطيع أن أفهم موقف امرأة تتنازل عن حقها، أو حقوقها في الحياة، أفهم أن ترضى امرأة بالعيش في الظل، فقد يكون وفر الله لها رجلا كريما أبا كان أو زوجا أو أخا يسبغ عليها مما أعطاه الله له من نعم، وحماها من كل ما يضطرها للخروج لطلب رزق أو معاملة في محكمة أو مراجعة مستشفى لأحد أطفالها، وقد تكون هذه حال الغالبية العظمى من النساء عندنا، أقصد أن يكون متوفراً لهن كل هذه الامتيازات، لكن، ماذا عن الأخريات، اللاتي لا يتمتعن بهذه الامتيازات، أولئك المجبرات على الخروج لتوفير المتطلبات الأساسية، ماذا إذا كنت ابنة لا أريد أن أتعب أبي أو أن أبي كبير في السن وأصبح من حقه علي أن أريحه من همي أو أن أحمله في كبره كما حملني في صغري، ماذا لو كان أخي بهمومه ومسئولياته وأطفاله وزوجته لن يرفض أن يقوم بمسئولياتي، لكن ما هو شعوري أنا وأنا أتمتع بكامل أهليتي ولا استطيع أن أتحمل مسئولياتي؟ أتحدث بعيدا عن الزوجات وهمومهن، ولنسلم افتراضا بأنهن راضيات بحياتهن وبأن أزواجهن يقمن بكل المسئوليات المطلوبة منهم، وإن كنا نعرف أن هناك أمثلة كثيرة أكثر من أن تحصى تقوم المرأة فيها بكل شيء، على الرغم من أنها لم تنل كل حقوقها.. ما لا افهمه أن تعترض امرأة على النساء اللاتي يطالبن بحقوق المرأة، حتى لو كن يصرخن في سبيل قضية امرأة واحدة تتعرض للعنف، فهي قضية عادلة، وعلى الرغم من أنني شخصيا لا أحب الصراخ والصوت العالي، لكنني لا استطيع أن أعترض على أي شخص يطالب بحق شخص في الحياة، على العكس، أشعر بالامتنان لكل النساء والرجال الذين يخوضون هذه المعارك بالنيابة عني وعن كل امرأة، وإذا كنت لا أملك القدرة على الحديث على لسان نساء يتعرضن للظلم أو العنف أو الإسكات، وإذا كانت هناك قضايا أشعر بأنني لشدة استغرابي منها وعدم قدرتي على فهمها لا استطيع أن أتحدث فيها كقضايا النساء اللاتي يتم تفريقهن عن أزواجهن بحجة تكافؤ النسب بعد سنين من الزواج ، والنساء اللاتي يراجعن المحاكم على مدى سنين طويلة للحصول على الطلاق، والنساء اللاتي يذهبن إلى الدوام يوميا ويضعن نصف الراتب في يد السائق لأنهن لا يملكن خيارا آخر، بالرغم من أنني لا أخوض كثيرا ولا أكتب عن هذه المواضيع بشكل مستمر، لكن هذا لا يعطيني الحق أبدا أن أسفه كل من يخوض هذه المواضيع، وإذا كنت لا أعاني شخصيا من هذه المشكلات، فإن هذا لا يعطيني الحق أن أسخر من كل من سخرت قلمها للكتابة والدفاع عن هؤلاء النسوة.
شكرا لتلك الأقلام، التي تدافع عني وعن أي امرأة، حتى لو كان لها دوافع أخرى.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *