في أحياء جدة ..الأرض بتتكلم أوردو
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم شلبي[/COLOR][/ALIGN]
العمالة الآسيوية وماأدراك مالعمالة الآسيوية التي امتلأت بها أحياؤنا الشعبية منها والراقية سكنوا أعرق البيوت لأعرق الأسر الجداوية في جدة القديمة تلك البيوت التي لم يكن يحلم الواحد منا أن يقف أمام أبوابها وعند مرورك بها الآن تنبعث من رواشينها رائحة الكاري والتمبول وتشنف أذنيك الموسيقى الهندية الراقصة وكأنك تمر في أحد الأحياء في دلهي أوكراتشي أو دكا سيطروا على التجارة والحوانيت بنسبة تسعين بالمئة واحتكروها بشتى اصنافها من تجارة التجزئة والجملة في المأكل والمشرب والملبس وغيرها من مستلزمات الأفراد والجماعات وإذا دفعك طموحك كتاجر ومواطن بالدخول إلى هذا المعترك ستجد أنك تصارع أمواجاً عاتية .
إنهم وباختصار الخطر الداهم أو تسونامي من نوع آخر معهم ذهبت لغة أبنائنا العربية ( لغة القرآن ) في خبر كان إذا رغبت في شراء شئ ومن أي مكان كان يجب عليك أن تكلج لتقول مثلاً : صديق كم فلوس هدا أو مافي معلوم وغيرها من العبارات الظاهرة الجديدة الآن هو احتلالهم لأحياء جدة التي كانت راقية كالرحاب والعزيزية والفيصلية وحي النعيم وسكنهم بالعمارات السكنية بين الاسر السعودية كظاهرة جديدة تجد عائلة سعودية واحدة في العمارة مقابل عشرين عائلة آسيوية حيث يسكن ثلاث أو أربع أسر في الشقة الواحدة من هذه الفئة وصاحب العمارة لايمانع في ذلك لأنهم يغرونه بالإيجارات المرتفعة ثلاثين ألفا أو أربعين ألفا وعندما يفرقون هذا الإيجار لايكون نصيب كل أسرة أكثر من عشرة آلاف أو ثمانية آلاف سنويا وتحت هذه الإغراءات المادية يكون صاحب البناية السكنية هو الرابح الوحيد ويكون صاحب الأسرة السعودية المستأجر هو الخاسر الوحيد مادياً واجتماعياً وثقافيا فتضيع هويته بين هذه الثقافات الوافدة لامودة بين الجيران لاتعاون ولاشعور بالطمأنينة نحن بالفعل نعيش عصر الأزمات ارتفاع في الايجارات أزمة الكهرباء داخل البناية الواحدة وأزمة المياه وكم تشعر بالغبن والقهر أيها المواطن عندما تجد وايت الماء الذي تفرق له ثلاثين أو أربعين ريالاً لايكفي يوماً واحداً من كثرة سكان هذه البناية من الوافدين وكم يتعرض اطفالك لأعراض الربو من رائحة الفلفل والبهارات الحارقة التي تزكم الأنوف وتلهب الحلق والعيون .
أما من حل أيها الاخصائيون الاجتماعيون وياأيها التربويون؟ أين دور مجالس الأحياء ؟ نحن نعلم أن في كل مدينة في العالم جاليات لشتى بقاع الأرض ولكن هذه الجاليات تعيش في منأى عن سكان هذه المدينة رغم الاختلاط في العمل أو المصالح الأخرى ولهذا تقرأ عن الحي الصيني مثلاً في نيويورك والحي اليمني في بريطانيا والحي اللاتيني في دول أمريكا الجنوبية ومع هذا لايؤثرون في المجتمعات التي وفدوا إليها اجتماعياً ولغوياً كما هو الحال عندنا لأنهم يتحدثون لغة أهل تلك الأرض بطلاقة تامة وأنا بهذا الطرح لا ادعو إلى عنصرية او انعزالية ولكني نظرت للموضوع من منظور وطني وثقافي خوفاً على ضياع الهوية والروح الوطنية والتي خصصت لها مادة في المنهج الدراسي باسم ( التربية الوطنية ) خصوصاً إذا علمنا أن قادة هذه البلاد حفظهم الله حريصون على تنمية الروح الوطنية بين الشباب وتنمية الثروات اللغوية و اللفظية في لغتنا الخالدة لغة اهل الجنة ولغة القرآن الكريم فإذا فقد أفراد المجتمع هذه السمات في أصغر وحدة اجتماعية وهي المنزل والحي فالخوف كل الخوف أن يفقدوا الإحساس بكل تلك المقومات وكما يقول المثل فاقد الشيء لايعطيه ..عشت ياوطني مناراً للرفعة والعزة وقلعة صامدة في وجه كل الأعاصير .
[ALIGN=LEFT]jeddawy .shalaby@hotmail .com[/ALIGN]
التصنيف: