فى اليوم العالمى للكتاب كُتب تباع على الأرصفة وأحذية تباع بالمحال
القراءة من أهم العوامل التى تكسب الإنسان الثقافة والمعرفة وتوسع إدراكه بشكل جيد يحقق له النجاح
ولعل خير دليل على أهمية القراءة أنها كانت أول كلمة خاطب بها سيدنا جبريل عليه السلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهى إقرأ فى قوله تعالى فى كتابه العزيز (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) لكن اليوم ومع اليوم العالمى للكتاب تغيرت تلك المفاهيم وأصبحت القراءة أمر غير هام وخير دليل على ما أقوله اليوم هو بيع الكتب على الأرصفة وبيع الأحذية (أكرمكم الله) فى المحال الفاخرة ، بالنظر لحال الدول العربية لوجدنا تأخر فكرى كبير لأن القراءة هى المعيار الأساسى الذى ثقاس به ثقافة وتقدم ورقى الشعوب ، مما يترتب عليها التقدم المجتمعى ، ومع التأخر الذى نعيشه نجد الإفتقار للثقافة هو العامل الأساسى بالأمر وهذا أمر يهدد الأمة العربية “أمة إقرأ” فلا يوجد تعويض لما فات سوى القراءة وما يشعرنا بالإحباط الكبير هو التجاهل أو عدم إعطاء المثقفين والمفكرين المساحة الأكبر والتقدير خاصة بعد إختلاط السياسة بالأمر فى بعض الدول التى شهدت ثورات الربيع العربى ! فأصبح الكاتب هو الشبح المفزع للحكومات طوال الوقت والتى تعتبره دائماً فى جهة مضاده لها إعتقاداً منها أنه يفتح عقول المواطن على حقوق لطالما غابت عنه تحت مظلة الظلم والوعود التى لا تحقق فى الوقت الذى لا يهتم الكاتب من الأساس أو لا يعنيه الأمر بقدر أن يهمه أن يوصل رسالته لمن لا يعلم وهنا يحضرنى موقف لأحد الزملاء الصحفيين الذين تم إعتقالهم وقبع خلف جدران السجون وفى تحدى منه للقمع الذى وقع عليه لأنه فقط “يفكر” قام بالكتابة على حائط المعتقل حتى يجعل حراس الزنزانة يشعرون بالغضب ، قد يضحكك الموقف لكنه من المضحكات المبكيات لأن الكاتب والمفكر تحول من صاحب قلم ورأى لصاحب قضية مؤمن بها وهى الحرية والحق فى الحياة فهو يكره الظلم بقدر كره بعض الحكومات للمثقفين فنجد حرباً شرسة بين الكُتاب والمفكرين والحكومات ليس لها نهاية ، ليست القاعدة عامة لكنها موجودة كما ذكرت ببعض دول قامت بها ثورات الربيع العربى ، على الجانب الأخر أصبح هناك دول تقدر الكتاب وتدرك قيمته فى المجتمع وأهمية الدور الذى يقوم به فى النشأة الصحيحة للطفل وتعمل بجهد على توثيق الصلة بين الكتاب والطفل مثل دولة الإمارات العربية المتحدة ، لذلك يجب أن تضع جميع الدول الأمر نُصب أعينها وتقوم بعمل إستراتيجية شاملة لتعويض ما فات وتصحيح المسار ووضع خطط وإتاحة وسائل أكبر للقراءة فمن غير المعقول أن نشاهد إغلاق للمكتبات أو تقليص أعدادها بشكل ملاحظ وإندثار لدور النشر والإتجاه للتكنولوجيا للقراءة ، فالكتاب مهما حدث سيظل هو الصديق والكنز الحقيقى فبدلاً من أن نتكاسل عن البحث والمعرفة ونتجه للسرعة والحلول البديلة نقوم بتعزيز القراءة لدينا ونحب القراءة فهى السبيل الوحيد الذى سنجد بين طياته عن ما نفتش عنه ونجهله
التصنيف: