خاص / صحيفة البلاد

الإثنين 22 صفر 1438

قد يكون العنوان صادم لمن يقرأ

لكن من خلال السطور التالية ستكتشفون معى أن هناك فن يدعى فن الرخص

كان فى القديم يسمى فن التكنولوجيا وأنا لا أدعى ذلك بل نحن من جعلنا من التكنولوجيا أداة لترخيص الإنسان وكرامته

فى أقل من أسبوع وقع حكمان بجدة والرياض بسبب التكنولوجيا، الحكم الأول كانت فتاتين هما أبطاله

قامت واحدة عن طريق إستخدام تطبيق “واتس أب” بسب الأخرى والتلفظ بعبارات مسيئة لها تجرح من كرامتها وتهين إنسانيتها فما كان من الأخرى إلى التوجه للمحكمة وتقديم دعوى ضدها

ووجد القاضى أن الفتاتان على خطأ فيما فعلن فما كان منه إلا أن حكم على الإثنين بالسجن 10 أيام وعشرون جلدة لكل واحدة

لا أدرى السبب الذى دفع الفتاتان إلى هذا الحد، ولكن ما أعرفه أننا أصبحنا فى زمن كل من يشعر بالضيق تجاه الأخر يقوم بإرسال الشتائم له عبر التطبيقات

أصبحت علاقاتنا هشة للغاية وسطحية، تنقطع العلاقات بمجرد الضغط على زر “البلوك

ويبدأ الطرف الذى أخذ “البلوك” فى الحزن والبكاء وكأن هذا الزر التافه رجل يسدد الطعنات فى قلوبنا

أعطينا التطبيقات مساحة فى حياتنا حتى أصبحت جزء من الواقع والتى من المفترض أنها واقع إفتراضى

القصة الأخرى بسبب التطبيقات أيضاً وبمنتهى الإستهتار قام زوج بتطليق زوجته عبر مقطع فيديو عن طريق تطبيق “سناب شات

فما كان من الزوجة المصدومة إلا أخذ الفيديو والذهاب به إلى المحكمة لإثباته

فقرر القاضى وقوع الطلاق لأن الزوج نطق بالطلاق أياً كانت الوسيلة

إلى هذا الحد أصبحنا بلا كرامة وثمن، ما هذه الإهانة وما هو الدافع الذى جعل الناس يختبئون خلف هذه التطبيقات

هل لم يستطيعوا المواجهة فإكتفوا بتسديد الطعنات الإلكترونية

نجحنا فى إساءة إستخدام التكنولوجيا وفشلنا فى الإستفادة منها

فى الوقت الذى نجد فيه الغرب منهمك فى العلم والتطوير والبحث، أضعنا وقتنا فى توجيه الشتائم لبعضنا البعض وعمل “بلوك” وتطليق الزوجات

وكأننا أصبحنا أجهزة كمبيوتر يتحكم فى مصائرنا وحياتنا الأزرار الإلكترونية

يقولون أن إدمان المخدرات من أشد أنواع الإدمان، لكننى أؤكد لكم أن إدمان التكنولوجيا أخطر بكثير من إدمان المخدرات

قد يتعافى المريض من المخدر يوماً ما، ولكن كيف سيتعافى مريض التكنولوجيا من الحياة الإلكترونية التى جعلها جزء لا يتجزء من حياته !

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *