فقيه والصحة وكوارث جدة (2- 3 )

• صالح المعيض

تطرقت في الأسبوع الفارط إلى توثيق بعضا مما طرحناه من رؤى هنا واختصرت ماتناولته في العامين الأخيرين حيث في 9 /2 /2014 قد كتبت تحت عنوان ( مشاكل جدة الصحية إدارية ) وفي 13 /4 /2014 تحت عنوان ( صحة جدة لاخدمة ولا دواء ولا تحاليل ) وفي 20 /4 /2014 (سمو الأمير مشعل ينزع اقنعة صحة جدة ) وايراد ذلك للتأكيد اننا لانكتب عبثا وأن الحال كان مكشوفا حتى للأعمى ومما قلت يومها :ما أنا هنا لأتحدث عن معاناة المرضى مع صحة جدة إلا صوت المريض ، والذي يعكس بالتالي صورة مصغرة لحال الكثير ومنذ عشر سنوات تقريبا وحال الصحة في جدة يحتاج فعلا إلى مصحة ، لاجديد وكما اشرت مرارا اللهم مستشفى شمال جدة الذي استمر تنفيذه عقد من الزمن وهاهو وبعد سنة ونصف تقريبا من تشغيله واكتماله إداريا يحتوي فقط ( بعض العيادات والطوارئ ) وربما يحتاج عقدا آخر ليكتمل تشغيله رغم انه كما اسلفت يقوم على بنى تحتية فريدة ولكن البناء الإداري لازال دون المأمول ولو بحده الأدنى .
ولعل معالي المهندس / عادل فقيه وزير الصحة المكلف فطن إلى ذلك وسارع في التصحيح وتعيين إدارة جديدة . وما يجري على مستشفى الملك عبدالله هو حال مستشفى شرق جدة وكذلك حال ( برج مستشفى الملك فهد ) وقلنا يومها أن الأخطاء الطبية في محافظة جدة حسب الإحصائيات الرسمية قد تجاوزت المخالفات الطبية في منطقة الرياض ذات العشرين محافظة ، ولا جديد ولا يبدو في الأفق ما يشير إلى التطوير وجدة صحيا فاقت كل تصور حتى غدت مركز زلازل لأحداث وأخطاء طبية متلاحقة تكاد لا تنتهي كارثة إلا ويحل بمجتمعها أخرى.واليوم مستشفيات جدة جميعها تئن تحت شبح (كورونا ) مما أثار فزع ورعب وتناقض في البيانات وهذه كلها تدخل تحت بند الضعف الإداري. ومع ذلك كانت تكررصحة جدة (انها إشاعات مغرضة ) ولا أدري مالمقصود بمغرضة إلا إذا كان هنالك ماهو أخطر. حتى صار الحال على ماهو عليه واستدعى الحال تدخل ولي الأمر سعيا وراء معالجة الاوضاع .
ورغم نصحنا دوما لمديرية الشؤون الصحية بجدة لم يتردد سعادة مدير الشؤون الصحية بجدة من أن ينفي وينفي وينفي وعن بعد ( نقص الأدوية ) في مستشفى الملك فهد ، ونفى ايضا سوء الخدمة بقسم الطوارئ بذات المستشفى ، والذي أخاله أفضل مستشفيات المحافظة فكيف حال الخدمات في غيره . ولكن بعد أن وقعت الفأس بالرأس وحينما احتاج المريض للخدمة فلم يجدها . ووقوف معالي الوزير المكلف ومن قبله سمو امير المنطقة على الوضع جاء صوت الوزارة متأخرا ومبحوحا على لسان مدير مكافحة العدوى بوزارة الصحة، الدكتور عبدالله عسيري، حيث كشف أن عدة عوامل تسببت في انتشار الفيروس في مستشفى الملك فهد، منها تنويم حالتين في طوارئ المستشفى لمدة 6 أيام دون معرفة إصابتهما بالفيروس، ما أدى لنقل العدوى لأكبر عددٍ من الممارسين الصحيين والمرضى المخالطين لهم في الطوارئ.
ومع ذلك كانت الشؤون الصحية تتحجج بالإشاعة لتنقل الحال من خطأ وإهمال على خطيئة وتدليس وإهمال جسيم . ولعل ذلك عاد بنا إلى الحالات التي ذكرناها آنذاك عن حالة طوارئ مستشفى الملك فهد . وقلت يومها :الحمدلله أن المريض محمد الذي اشرنا إلى حالته في طوارئ مستشفى الملك فهد في مقالة سابقة وفق الله ذويه لنقله بسرعة لمستشفى آخر ، وكم كنت أتمنى من إدارة الشؤون الصحية بجدة بدلا من النفي المتعمد وعن بعد ، أن تكون وقفت كما طالبت على الحالات بقصد معالجة جوانب القصور والتي ادت في الأخير إلى وفاة المريض ( احمد الذواد ) وكان الأولى الاهتمام به، خصوصا أنه يعاني من أكثر من مرض .. ولا شك أن الشؤون الصحية بكل بساطة أغلقت ملف المريض بمجرد منحه شهادة الوفاة رحمه الله، ثم جاءت كارثة كورونا لتؤكد صراحة سوء الادارة بل غيابها التام عن المشهد والتخفي وراء شماعة إشاعة، وأكدنا يومها انه حينما أشرنا في المقالات السابقة إلى تلك الحالات كنا نريد من الشؤون الصحية بجدة بدلا من النفي عن بعد أن تتنبه لذلك لا أن تقع فيما هو أدهى وأمر .
وللحديث بقية..
ص ـ ب ـ 8894 فاكس ـ 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *