[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عيسى الواصل [/COLOR][/ALIGN]

لم تمر سوى أيام معدودة على فاجعتي طالبات مدارس البراعم في جدة والطالبات الجامعيات في حائل حتى فُجعنا يوم أمس بنبأ دهس فتاتين من عنيزة في منتزهات الغضا على طريق الروضة \”الموت\” الحاصد للأرواح سنويًا, رحم الله الفقيدات وألزم أهلهن الصبر والسلوان.
يُعاني مرتادو منتزهات الغضا في عنيزة من طريق الروضة \”المخيمات\” مُذ مدة طويلة لا تقل عن عشر سنوات, وقد طالب الأهالي كبيرهم وصغيرهم المسؤولين بإيجاد حلول عاجلة قبل فقدان المزيد من الأرواح, وتوسعة الطريق الذي لا يحد أكتافه سوى أراضي جرداء سهلة التعبيد, مع التشديد على حضور الدوريات الأمنية لضبط الازدحام وتسهيل عمليات السير للحفاظ على الأنفس المكتظة في المنطقة, إذ تشهد منتزهات الغضا إقبالاً لافتًا في موسم الشتاء من مختلف مناطق المملكة, وهذا الإقبال في ظل غياب اللوحات الإرشادية والنقاط الأمنية والسرعة الجنونية مع ضيق الطريق تسبب في الكثير من الحوادث المميتة, خصوصًا أن العشوائية في توزيع مواقع تأجير الدراجات النارية على طول وامتداد الطريق ساهم في فوضى عارمة لحركة السير, ويفترض أن تكون مواقع التأجير في منطقة مُحددة محاذية للطريق وتكون هناك نقطة أمنية لتخفيف سرعة سير السيارات, وسيضطر معها أصحاب التأجير لتقديم خدمة توصيل الدراجات النارية لداخل المنتزه لموقع \”المكشات\” الجلسات بدل اضطرار المتنزهين في الاستئجار ومن ثم ملاحقة الطفل لوالده أو اللعب في المنطقة القريبة للطريق في ظل المخاطر الحاصلة.
بعد كل حادث ينتج عنه وفيات في نفس الطريق يجتمع المسؤولون في المحافظة للبحث عن سبل العلاج ورفع التوصيات للجهات المعنية وذات العلاقة, ويبشَّر الأهالي بعدها بأخبار حلول استباقية, وأخبار خير من هنا وهناك عن مشروع تحسين, إلا أن الوضع لا يتغيّر, مجرَّد جرعات مسكنة, وتستمر معاناة سالكي الطريق من ملاك المزارع والمتنزهين على هذه الحالة لأكثر من عشر سنوات من المطالبات في توسعته وتنظيمه لحفظ وحماية الأرواح, \”وعلى طاري حماية الأرواح\” يزاحم موظفو \”شركة\” ساهر موظفي ومراجعي الدوائر الحكومية داخل المدينة في مواقفهم الخاصة, حيث نقاط الرصد لمتجاوزي السرعة القانونية تكون داخل المدينة وفي مواقف مخصصة لمراجعي الدوائر الحكومية, بينما إحصائية الوفيات نتيجة الحوادث المرورية تُشير إلى وقوعها على الطرقات السريعة, فيما الطرقات الداخلية لا تشهد حوادث وفيات كما الطرقات الخارجية, وليت موظفي الشركة يكتفون بوجود دوريات مرور داخل المدينة, ويشحذون الهمة على الطرقات السريعة التي تشهد متجاوزي السرعة وكثرة حوادث الوفيات.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *