صار العالم قرية كونية صغيرة، مفتوحة ومتاحا فيها التعليم المتميز لم يتح للانسان على مدى التاريخ، وتنافس الناس ومن ضمنهم اجيال الشباب (الاولاد والبنات) الذين أصبحوا يمثلون اكبر شريحة في تعداد سكان لعالم بالدخول في جميع المجالات ومن ثم اصبح شاب وشابة هذا العصر يوصفون بانهم شباب العولمة المبدعين.
لذلك اصبح الابداع التعليمي المتميز منهج مشاركتهم في تنمية بلدانهم واصبح ذلك هو البوابة الذهبية لمشروع الملك عبدالله للابتعاث للعبور الى الغد ، سواء كان هذا التعليم المتميز الابداعي في مجالات الاداب او الفنون او العلوم او المحاسبة او ادارة الاعمال وعندما نقف لنتأمل الشكل الحضاري لمشروع الملك عبدالله للابتعاث فاننا سنجد أنه شجع المبتعثة والمبتعث على الابداع والتحديد في دراساتهم في الجامعات الدولية.
لذلك فإن الاستثماري في الشباب (طلابا وطالبات) كان الهدف الاسمى لمشروع الملك عبدالله للابتعاث للالتحاق بالجامعات الدولية هو وضعهم على عتبة الثورة العلمية المعاصرة وعلى نحو خاص تكنولوجيا الحاسب الآلي ونظم المعلومات وهو في نظري وبلاشك مهمة تأسيسية ونواة ضرورية لتعزيز هذا الاستثمار الذي يدعو الى التميز في نفوس المبتعثين والمبتعثات وربط تعليمهم في هذه الجامعات الدولية باحتياجات سوق العمل السعودي (العام والخاص) لان هذه الجامعات العالمية هي مؤسسات تعليمية وتدريبية تعمل على اعداد طلابها وطالباتها بصورة مناسبة لمواجهة تحديات العولمة وتعطيهم الثقة بقدرتهم على الابتكار والابداع.
كنت أشاهد التلفزيون منذ اسابيع ماضية تقريبا ورأيت خريجات سعوديات من مشروع الملك عبدالله للابتعاث على انهن مبدعات وذلك لمجرد انهم يؤكدون على دور التعليم المتميز في المشاركة التنموية وفي هذا اللقاء التلفزيوني اكدت الخريجات ان المشروعات الصغيرة هي الحل الوحيد والحتمي لتوفير فرص العمل لهن بعيداً عن الانتظار للوظائف الحكومية ورفض المثل القائل ” “اذا فاتك الميري اتمرمغ في ترابه”.
اذن .. لماذا هذا التوجه لدى الخريجات الى الصناعات او المشروعات الصغيرة ؟ ان المشروعات الصغيرة والمتوسطة ضرورة تنموية لان الخريجات الخريجات الهدف الاولى بالرعاية الآن. حقاً انها عودة حميدة .. وروح جديدة مهدت الطريق لبروز اولويات الاهتمام بالمشروعات الصغيرة واعتقد ان هذه الروح الجديدة لدى الطلاب والطالبات العائدين بعد تخرجهم من الجامعات العالمية المتميزة لانها في نظرهم بدون – مبالغة – كما سمعت في مناقشاتهم في التليفزيون السعودي مناسباً لنموها وازدهارها، مما يؤدي الى القضاء على بعبع الانتظار لوظيفة حكومية.
ومن هنا فإن المشاركة والتفاعلية التي لمستها في المقابلة التليفزيونية تحقق فلسفة مشروع الملك عبدالله للابتعاث من خلال زاويتين مهمتين اولها جودة التعليم للجامعات العالمية التي تغرس التعريف الادراكي لدى طلابها وطالباتها وهو يتضمن الافكار وجميع انواع المعرفة بصفة عامة عند شعب من الشعوب .. والثانية .. التعريف السلوكي الذي ينظر الى الثقافة باعتبارها مجموعة الانماط السلوكية او طريقة الحياة عند شعب من الشعوب.
لذلك فإن هذا التعليم المتميز الذي سار في دروبه طلابنا وطالباتنا في الجامعات العالمية في نطاق مشروع الملك عبدالله للابتعاث قد أحدث تغيراً اجتماعياً في جوهر فكر شبابنا وشباتنا باعتبار المشروعات الصغيرة هي طوق النجاة للتخلص من مشكلة البطالة والبعد كل البعد عن طريق الوظيفة الحكومية.
ومن ثم فإن عودة حميدة .. بروح جديدة سوف ينمو – كما رأيت – مرسلاً رسالة بان المشروعات الصغيرة هي طوق النجاة ويجب تنميتها ومطالبة الدوائر الحكومية والقطاع الخاص والغرف التجارية) للعمل مع هذه الروح الجديدة للشباب والشابات الذين نجحوا في دراساتهم خارجيا ولان تنمية وتشجيع هؤلاء المبدعين العائدين من الخارج امر مطلوب ومرغوب فيه في امور الحياة التي تحمل الينا الكثير من المتغيرات التي يتطلب من اجيالنا الشباب مواجهتها والتعامل معها بما تتطلبه من ابداع وابتكار.
وبايجاز مطلوب فان ما أبدته الخريجات هو محاولة التحول من مجرد خريج روتيني تقليدي يقف على قارعة الطريق ويقول انا جامعي أريد وظيفة الى خريج ابداعي يتمتع بالمهارة والكفاءة والمقدرة والخيال بالاضافة الى ثلاثية التفاعلية الشخصية : “الادارة والوعي والتحرك نحو المستقبل”.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *