عندما يشتد الصيف نفتقد الكهرباء

عبدالرحمن سراج منشي

لا ندري بماذا نفسر تجاهل شركة الكهرباء للانقطاع المتكررة للتيار الكهربائي في معظم مدن المملكة وخاصة في المدن الكبيرة مع بداية كل صيف . فالواجب على شركة الكهرباء أن تجنّد كل طاقاتها لمواجهة الطلب المتزايد للطاقة الكهربائية بدلاً من تقديم الأعذار والحجج الواهية لتبرير موقفها المخجل من تدني مستوى الخدمة وتطلب من المشتركين ترشيد الاستهلاك في مناخ ملتهب بالحرارة ، وهذا مطلب ممنوع من ( الصرف ) لأنه لا يتفق مع العقل والنقل .
والحقيقة أن صيف هذا العام يعد أسوأ صيف يسود معظم مدن المملكة من حيث أزمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والذي يصل في بعض الأحياء والمدن إلى عدة أيام، وقد نشرت الصحف المحلية تحقيقات ومقالات صحفية عن عجز شركة الكهرباء بالوفاء بالتزاماتها وتقديم الخدمة المناسبة للمشتركين لقاء الرسوم المرتفعة التي تفرض عليهم شهريا . وإذا تأخر المشترك عن سداد الفاتورة سارعت الشركة لقطع التيار عنه وقد طالبنا بأن تلجأ الشركة الى القنوات الرسمية لاسترجاع حقوقها من المتأخرين عن السداد . لأن قطع التيار يترتب عليه أضرار جسيمة بالمشتركين . فمن يوقف تجاوزات شركة الكهرباء ؟
في منتصف هذا الأسبوع مرت على سكان الشوقية والسبهاني وبطحاء قريش والشرائع وغيرها من الأحياء السكنية بمكة أياماً عصيبة بسبب الانقطاع المتكرر للتيار ، ومازلنا نتوقع استمرار المشكلة لأن معظم المعدات والكيبلات تجاوزت عمرها الافتراضي وآن لها أن تستريح وتستبدل بأحسن منها .
وللمعلومية أن جهاز هيئة الكهرباء والانتاج المزدوج مسؤول عن تنظيم صناعة الكهرباء وتحلية المياه في المملكة لضمان توفير إمدادات كافية عالية الجودة وخدمات موثوقة يعتمد عليها بأسعار مناسبة . ولكن كما هو واضح من كثرة شكاوى المواطنين في معظم المدن من شح المياه المحلاة والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي أن هيئة تنظيم الكهرباء لم تقم بواجبها كما ينبغي لإلزام شركة الكهرباء بدعم أقسام الصيانة في فروع الشركة بالموارد المالية لاستبدال المولدات الكهربائية العتيقة وتحديث الكيبلات المهترئة بأخرى ذات جهد عال وتوفير قطع الغيار للمحطات والمحولات الكهربائية وإخضاعها للصيانة الدورية حتى لا تتأثر بالأحمال الزائدة وخروجها من الخدمة بشكل مفاجئ بالإضافة إلى توظيف الفنيين من الشباب السعودي لزيادة عدد فرق الصيانة لمواجهة حالات الطوارئ وخاصة في المدن الرئيسية مثل الرياض ومكة والمدينة وجدة . فمكة المكرمة التي يفد اليها آلآف المعتمرين والحجاج بحاجة الى إشراف مباشر من وزارة المياه والكهرباء وهيئة تنظيم الكهرباء والانتاج المزدوج لدعم وتطوير خدمات المياه والكهربائية في هذه المدينة المقدسة.
والله المستعان .

مكة المكرمة ص ب 2511