عندما يترهل دور الأم
تابعت كغيري الفاجعة الكبرى في ٥٢٠ شاباً خططوا لتدمير منشآت حيوية لهذه البلاد، وتجولت بين أخبارهم، مستمعةً ومراقبةً ومشاهدةً، فأحزنني قلة الأصوات النسائية المدلية بأي اعتراض أو تعليق، لاحظنا في أكثر من مرة تحدث فيها حادثة تخريبية، أو يُقبض فيها على مجموعة إرهابية، لا نسمع من الأمهات ولا الزوجات ولا الأخوات كأنهن غير موجودات، أو كأنهن يعشن في وطن آخر، لا علاقة لهن بهذه الحادثة.
خسر وطني ٥٢٠ شاباً و أوصدت الأمهات الأبواب. ولا عجب أيتها المرأة الموجوعة! نعم أنها فجيعة أن تكتشفي أن ابنك الذي تعرفينه وتقاسم معك الدم والزاد\”إرهابي\”! حدث لا يصدق!
سنتعلم أنه مع الأعمالِ الكبرى تأتي الحوادث المؤلمة. إنه منطق الحياة، أردناه أم لم نرده. عالم متقلب بأطيافه اﻟﻤﺨتلفة، بينما يعيش كل منا حياته دون أن يدري ما يخفيه له القدر، وكأننا لا نرى ولا نسمع بما حل بأبناء غيرنا. أناشدك أختي الكريمة أننا في حاجة إلى صوتك ونقدر فجيعتك في وطنك، ولا أخفيك أني أغالب الدمعَ وأنا أرى العين تفيض ألماً ودهشة وحزناً. اشعر بأنفاسك، بضربات قلبك، أعرف أنها فجيعة في الوطن الغالي، وقد دفعت أنت ثمن هذه الفجيعة. نحن في أمس الحاجة لصوتك حتى لو كانت
المعلومة صغيرة لأنها ربما يترتب عليها خطر أكبر على هذا الوطن، وقد طالب سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء \”أن من أوجب الواجبات على العلماء وطلاب العلم والآباء والأمهات والمدرسين والموجهين والوعاظ والمرشدين والمثقفين والمفكرين التنبيه على خطر هؤلاء وسوء صنيعهم\”.
نعم، لا نزال نعيش تحت وطأة الصدمة من نوايا وأهداف اﻟﻤﺠموعة الجديدة لكتائب الإرهاب والخراب التي تستهدف مقومات الوطن الأمنية والاقتصادية والدينية والبشرية.
نحن في حاجة لتنويع قنوات الاتصال بين الأهل والأبناء و توسيع حجم التفاهم الإنساني. فإنه حري بنا الحث على أن يتم ذلك بمنهجية وبتحديد الوسيلة المثلى التي تناسب عقول أبنائنا.
اليوم، ليس بالأمس هناك خطورة الوسائل التي في متناول الجميع وخصوصاً صغار السن، وسهولة المعلومة التي تبث نتاجاً فكرياً منحرفاً ودعوة خبيثة لارتكاب أبشع الجرائم، وأبسط مثال ما توضحه بيانات وزارة الداخلية من أن الجماعات الإرهابية تسعى جاهدة لاستقطاب الشباب والشابات من قريب أو بعيد، تصريحاً أو تلميحاً.
نتمنى أن تتعامل المرأة بشفافية تامة مع قضية الإرهاب التي تجددت أخبارها بإعلان القبض على مجموعة ال ٥٢٠ الأخيرة، وأن لا يترهل دورها، ربما هناك دوافع لهؤلاء الشباب قد تكون منها أسباب خاصة كعدم الرضا وعملية التضارب الفكري بين ما يتلقاه الشاب في المدرسة والبيت والمسجد.
[ALIGN=LEFT][email protected][/ALIGN]
التصنيف: