علينا بثقافة الحوار والاحترام

Avatar

[COLOR=blue]مشاري الغامدي [/COLOR]

لا يمكنك أن تغفل عن إدراك الأثر العميق للعادات و التقاليد المتوارثة عند كل متكلم ، الممتزجة بتأثيرات البيئة صحراوية كانت أو جبلية أو بحرية .
في كل حوار وجدنا رأيين مختلفين ، و في الفريقين وجدنا أهل إنصاف وسماحة ، و لم نعدم أهل الذم و التبديع و التفسيق . و لما كانت هذه المواضيع أمثلة لما تموج به ساحاتنا الثقافية؛ كانت هذه الملحوظات:
1- لنتفق على الأصول أولاً، على مشروعية الخلاف، بل على وجوده أصلاً، ثم و لنفرق بين ما يفرق و ما لا أهمية له.
2- يقول المثل الصيني: ( العقول الصغيرة تناقش الأشخاص، و العقول المتوسطة تناقش الأشياء، و العقول الكبيرة تناقش الأفكار ) . أقول: إن الضعيف علمياً و فكرياً يرفع دائماً شعار: اغلبوهم بالصوت !
3- المحاور الراشد يجمع الكلمة فيقول ( نحن )، و المحاور المراهق يعتد برأيه إلى درجة الاستبداد فلا يعرف غير ( أنا )، أما الذين لم يتعدوا مرحلة الطفولة بعد فلا تسمع منهم إلا ( أنت ).
4- لننفتح أكثر على الآخرين، و لنتقبل أفضل ما لديهم، و لا يمنعنا اعتزازنا بتراثنا و تقاليدنا عن الانفتاح على الآخرين، و اقتباس محاسنهم.
5- فوجئت كثيراً بمن يرفض الاحتجاج بأقوال علماء البلاد الأخرى، بل يسرف في التعميم فيجعل علماء الهند مثلاً كلهم قبوريين ، و علماء الأزهر مثلاً كلهم متميعين متساهلين.
6- لم نعتد على التربية بالحوار، بل جعلنا من أنفسنا أوصياء على عقول الآخرين، لذلك وجدنا من ينكر وجود رأي آخر أمامه، و يصفه بأشنع الأوصاف، و كأنما أتى من كوكب آخر. هذا لأنه لم يعتد على الحوار و النقاش منذ صغره.
7- ( دعوها فإنها منتنة )، و مع ذلك لم يدعها البعض، لأنك عندما تكتب باسم مستعار فلا رادع لك، اكتب و هاجم من شئت و لن يحاسبك أحد.!!
8- عندما تغلق العقول و تكون خارج الخدمة مؤقتاً، فلا أجدى من استخدام ثقافة النسخ و اللصق، مع ما تتطلبه من تقديس لأقوال بعض الأشخاص و رفعها إلى مرتبة الدليل.
9- نختلف دوماً في فهمنا للدليل، و ما أتت مشروعية هذا الخلاف إلا من سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام، و من يجهل (( لا تصلوا العصر إلا في بني قريظة )) ؟ فلنعلم أن النص صاحب الدلالة الظنية قد يختلف في فهمه أهل العلم، لذلك تنشأ المسائل الخلافية.
10- لما كثُر علم علمائنا قل إنكارهم، أما نحن فلما قل علمنا ضاقت صدورنا بالخلاف فأصبحنا لا نتورع عن كيل ألفاظ التبديع و التفسيق لمن خالفنا.
12- يقول د. عبد الكريم بكار: لدينا مشكلات كثيرة عالقة لا تحل إلا عن طريق الإعذار و الاحترام المتبادل. و إن من طبيعة الأشخاص المحترمين جداً أنهم يمنحون الاحترام لمن يستحقه و لمن لا يستحقه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *