عظيمة يا مصر (الحلقة الثانية)

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خلف عاشور [/COLOR][/ALIGN]

قد مضت أيام عام كامل بكل ما فيه من جراح وقتال ودماء تجري في أكثر من منطقة في الموطن العربي الكبير…. ماذا جرى؟ شعوب تحارب حكاماً وتطالبهم بالرحيل… وجيوش تجاه قسم وأمانة والتزام وطني تقاوم هذا الاتجاه الطارئ حماية للوطن وحفاظاً على الأمن، وسكان ظلوا في دورهم يعيشون في رعب… الرجال حيارى أمام ما يجري والنساء قد سكن الرعب قلوبهن مع أطفال صغار… والشباب البعض منهم دفعه التحمس فانضم للثائرين والآخر آثر الحكمة فتريث أمام سيل جارف وعقول تجمدت فتاهت عنها الأفكار أو غابت عنها الرؤى السليمة فاسلمتها لما يشبه الدخول في متاهات تقترب تارة للهدوء وتنجرف أخرى لما يشبه الضياع فيدُبُ بها عامل اليأس ليسلموا ما يجري للشارع أو لعقول ذات اتجاهات متعددة، يلعب الحقد ببعض وتثير النعرات البعض الآخر، ويدخل آخرون في صراعات قديمة كانت تحكم بها بعض البلدان،متأثرة بطوائف أو أحزاب أو أحقاد في النفوس دفينة… لماذا لم يظهر حكماء في البلاد يملكون زمام العلم والقوة والاقناع فيشقون صفوف الثائرين والمؤيدين يبثون فيهم كل فضائل الحكمة والرشاد يبصرونهم عواقب التسرع والانفعال في النفوس وأن أي نتائج يرونها لا تأتي بمثل هذه الفوضى وأنه كل ما ينجم عن كل ما هو قائم يؤدي إلى المصير المجهول من ضياع؟… وتلوح مع طلائع شهر محرم ما يبشر بخير في عام جديد، فتونس تبدو في نهاية ما حدث من صراع… وليبيا انتهت إلى ما انتهت إليه… وذهب الكثير إلى مصير متوقع نتيجة إصرار وعناد وعدم أخذ المواطنين والوطن مالا قد يكون في حسبانهم الأول… أما اليمن الشقيق فلقد أدى مجلس التعاون دوراً كبيراً مشكوراً بقيادة ملك هذه البلاد،الرجل الذي يحمل قلباً طاهراً نقياً بعيداً كل البعد عن أي غرض أو هوى… وسيعود اليمن إلى أفضل مما كان… النوايا الصادقة وتخلص النفوس من دوافع الأغراض في استطاعتها الوصول إلى حلول ترضي المواطنين وتجمع الصفوف على الخير وما يرضي وجه الله قبل كل شيء… وسبق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله موقفاً عظيماً في لبنان… ولكن البعض للأسف الشديد طغى على وجدانه وما يشبه الكِبْر والضلال وحب الذات فضاعت فرصة كبرى… وما أكثر ما يضيع من فرص تجاه أهواء ليس لها سبب مقنع… وتلوح بوادر طيبة تبشر بخير تجاه البلد الغالي مصر وهو على وشك توصل إلى ما يرضي الجميع-بإذن الله-بالرغم من فتنة ما حدث في مباراة الكرة… حينما حلت بالأمة العربية كارثة حرب (67) التي أودت بأجزاء غالية بعدد من البلدان العربية في طليعتها القدس الشريف قام الرجل السيد الرئيس جمال عبدالناصر وأعلن من شرفة منزله للعالم أجمع مسؤوليته عن الخطأ الكبير واستقالته في الحال… ماذا كان استقبال الجماهير لهذه المفاجأة؟ طالبته بحماس رفض ذلك رفضاً قاطعاً مطالبة بعدوله عن ذلك منادية بأن ما ضاع سيعود.. غير أن لمَّ الصف لم يكتمل وجمع الكلمة لم يتم فتلكأت الحقوق الإسلامية والعربية تلكأ ظل قائماً إلى ما شاء الله وإلى أن تحين مشيئته ليعود القدس ويرجع الفلسطينيون لحق مسلوب بعد التئام صادق وإرجاع الحق المسلوب.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *