عشرون ألفاً .. ونفق تركيا

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بدر التيهاني [/COLOR][/ALIGN]

(حاكم كاليفورنيا يشيد بنظام ساهر لدينا ويتمنى تطبيقه فعليا) , رسالة متناقلة في البلاك بيري وهو الأكثر رواجا حاليا في أوساط المجتمعات العالمية ومجتمعنا على وجه الخصوص ولكن ما الذي يستدعي مجتمعنا وشبابنا في أن يطلقوا مثل هذه النكت والطرائف ؟ إنها حالة رصد استياء من تطبيق معين لعدم جدارته أو قدرته على تحقيق الهدف المنشود منه وهو انه يحمي الأرواح ويقيد الجميع بنظام مقنن وليس يشاهد عليه صبغة الربحية فقط, كل هذه الطرائف تتجول في بيت كل مسئول قبل أن تطرح على مرأى من صحافتنا وبالتالي (مكانك راوح) . لايعني الانتقاد بحد ذاته انه مخالفة لرأي أو نظام معين فنحن نقدر الجهود المبذولة وإنما يكون النقد لتوضيح ان هناك خللا في تطبيق النظام ويتمنى الجميع أن يراه كما يطبق في الدول ذات الوجوه المسطحة أو دول الأخشاب المسندة .
ما يستدعيني لكتابة هذا الموضوع ما هو إلا خبر لأحد مشائخنا عندما بلغ به الحد من نظام ساهر قام وطالب بأن يتم إعادة النظر فيه من خلال تطبيقه علما بأنه لم يخرج ليقول هذا الكلام إلا بعد أن دفع غرامات ومخالفات مرورية له ولسائقه الخاص قرابة العشرين ألفا, فيا ترى هل كان طوال فترة انطلاق هذا النظام نائما لم يلحظ هذا الخلل إلا بعد أن اكتوى بناره , علما بأنه حدثني احد الأكاديميين وهو صديق عزيز بأن صاحبه قد دفع قرابة الخمسين ألف ريال قيمة مخالفات ساهر فقط, أي بمعنى أن الغير قد اكتوى قبلك أيها الشيخ والمسئول ولكن لم تخرج إلا لنقد شيء شخصي حصل لك.
هل نحتاج دوما لمعرفة أنظمتنا وكيفية تطبيقها إلى علقات يتجرعها أي إعلامي أو رجل دين أو مسئول أو مواطن لكشف أن تطبيقنا لكثير من القرارات خاطئة والقيام برصد ذلك في سنوات عجاف ويتم التعديل أو لا. لِمَ لا نحارب الكسل بدواخلنا وان كان الرب قد خلق النفس وفي مجملها الخير والشر يتصارعان فليس هذا إلا دليلا على انه لايوجد شخص منزه؟ لِمَ لانكون أكثر مصداقية مع أنفسنا لِمَ لانحاول أن نبحر في عقولنا متسيدين على رغباتنا ونوهم أنفسنا علما بأنها حقيقة أن مايفعله المسئول والمواطن لن يحصده سوى أجيال من بعدنا .
الجدير بالذكر وبعيدا عن أية اسهابات يقولها أي مسئول إعلامي في أية جهة حكومية أو مؤسسة عامة فإن ما يصرح به ما هو ألا تلميع قد سئمنا منه لا نريده بقدر ما نريد أن يصف لنا تجاوز «ساهر» الأخطاء الفادحة وبكل مصداقية أو انه فشل وليس عيبا في أن يفشل ولكن العيب أن نرضى بهذا الفشل وسط تراكمات نفسية تبين غباء أنفسنا وتضييع اوقاتنا.
استطرادا لهذه الطرائف ( تقول وزيرة الخارجية الأمريكية بأنني أتمنى وجود أمانة جدة في أمريكا للجودة العالية في مشاريعها العملاقة ) علما بأن تركيا أطلقت مشروعها والذي قررت أن ينتهي بعد 3 سنوات وستة اشهر بربط الجزء الأوروبي منها بالآسيوي بنفق تحت البحر, ونحن لدينا العديد من الأنفاق الجبارة تبلغ مسافتها فقط 500 متر تقريبا والتي تمر عليها أعوام وبالنهاية نغرق في وسطها .للحديث بقية عن هذا الموضوع حيث كنت احد الذين سبحوا في سيول جدة والمسئول يسبح في شواطئ جزيرة ابيزا الاسبانية .
كلمة حق اقولها نحن محسودون على نعم كثيرة واجلها وأكبرها أننا رزقنا بمليك صالح ورجل حكيم تسيد مسيرة الإصلاح في بلدنا نتمنى من الله أن يحفظه لنا ويديم عليه لباس الصحة والعافية.
أخيرا فكروا كما فكر أديسون ورذرفورد فلم نر النور بعد الله إلا بعد تفكير عميق منهم وجهود كبيرة ونتائج عظيمة مازالت وستظل والسبب نزاهة الفكر وصلاح النفس في الأداء .
أكاديمي وكاتب صحفي @BTIHANI

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *