[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د.إبتسام بوقري[/COLOR][/ALIGN]

يوافق غداً 31 مايو يوم التدخين العالمي فهو دعوة للإقلاع عن التدخين هذه العادة السيئة والضارة صحياً بالمدخن وبمن حوله والذين يجبرهم على استنشاق دخان سجائره- وهو مايسمى بالتدخين السلبي- ولايقل تضررهم منه فهم معرضون للأمراض المختلفة والقاتلة دون ذنب سوى صحبتهم له وكونهم معه في مكان واحد، وأغلب المدخنين بل كلهم يعلمون جيداً أنه يدمر صحتهم وللأسف يستمرون تجاهلاً وليس جهلاً،وينزعجون لو ذكرتهم بالموضوع أو طلبت منهم التوقف عن تلويث رئتيهم وغيرهم والبيئة حولهم. لاأدري هل هم يخدعون أنفسهم أم يستهترون بنعمة الصحة التي أنعم بها الخالق الكريم عليهم ؟ وكما قال سبحانه: \”ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة \” فهل يؤدي التدخين إلا إلى التهلكة في نهاية الطريق المظلم بالنيكوتين والقار ؟.. ولايزال البعض يدعي أنه ليس محرما ولهذا فهو لايمتنع عنه،وهل يُكتب على السم أنه حرام أو يؤدي للموت؟ . وتذكرت موقفا غريبا في حلقة خاصة عن التدخين ببرنامج ضع بصمتك الذي يقدمه د.محمد العريفي اتصل شاب وقال أنه يدخن فسأله الشيخ عن السبب وكانت إجابته: (عشان أموت معاهم ) لأن كل اللي حولي يدخنوا وسيموتوا بسرعة فلماذا أعيش بعدهم وحدي ؟! صُدم العريفي بهذا الرد كما صدم المشاهدون وأنا منهم فهذا أعجب تبرير سمعته لمدخن، ويبدو أنه وضع يده على الحقيقة المرة وآشار لها بكل وضوح .
ولأهمية الموضوع تكلمت برامج كثيرة فيه كما خصص الداعية شريف شحاته حلقة عنه أيضا في برنامجه بقناة الرسالة (طبعاً نقدر) ومن الإحصائيات التي ذكرها أنه يوجد في العالم 700 مليون مدخن، وأن أمريكا وحدها تنتج بليون سيجارة سنوياً يستهلك منها محلياً 1% فقط والباقي يصدر لأنحاء العالم ، ويبلغ عدد المدخنين في مصر 13 مليون إنسان، أما في لبنان فنسبة المدخنين تبلغ 57% من السكان، وفي العالم العربي 50% من الطلاب في عمر14- 18 سنة مدخنين وقد بدأ 25% منهم التدخين في عمر أصغر!! وتحتل المملكة العربية السعوديه المرتبة الرابعة على مستوى العالم في استيراد السجائر والمرتبة الثانية بعد مصر – مع ملاحظة الفرق في عدد السكان – ويبلغ عدد المدخنين في بلدنا 6ملايين مدخن – هذا إن لم يكن العدد أكبر في الواقع – وهو عدد كبير جداااااا مقارنة بعدد السكان .. وقد ناقش مجلس الشورى هذا الشهر بتاريخ 19 /6 /1432 خلال الجلسة العادية الثانية والثلاثين تقرير لجنة الشئون الصحيه والبيئه وتباينت وجهات النظر بين مجلس الشورى ومجلس الوزراء تجاه مشروع نظام مكافحة التدخين، وتركزت أوجه التباين في تسع مواد من مشروع النظام الذي يقع في 21 مادة ويهدف لمكافحة التدخين بإتخاذ جميع الإجراءات والخطوات اللازمة على مستوى الدولة والمجتمع والأفراد سعياً للحد من عادة التدخين بجميع أنواعها عند الأفراد وفي مراحل العمر المختلفة. وطالب عدد من أعضاء المجلس في مداخلاتهم خلال المناقشة بأهمية صدور مثل هذا النظام مؤكدين على ضرورة الموافقة عليه ودخوله حيز التنفيذ حماية لأبناء المجتمع من خطر التدخين في ظل تدني أسعار مشتقاته وانتشارها بما ساعد على زيادة معدلات المدخنين من الجنسين في المجتمع السعودي وزيادة معدلات المرضى من المصابين بأضراره، وشدد الأعضاء على ضرورة اتخاذ التدابير التي من شأنها مكافحة هذه الآفة التي تهدد صحة الفرد.. كماحذرت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين(نقاء)من تصاعد الحملات الترويجية لشركات التبغ بالسعوديه ، وأكدت أن شركات التبغ بدأت تغير إستراجيتها التسويقية بعد إرتفاع الوعي بأضرار التدخين بالمجتمع.
وليت كل مدخن يعلم أننا لانكرهه ولكننا لانحب عادة التدخين فيه .. ونأمل أن يساعد نفسه للشفاء منه،وأعرف أن علاج إدمان التدخين صعب لكن الأصعب علاج الأمراض التي يسببها، وأوجه نداء عاجل لكل مدخن: أرجوك أتركها فوراً تلك البيضاء التي تحملها بين أصابع يدك وتقربها من فمك وهي تنوي قتلك عن سبق ترصد فلا آمان لها ، والحل أن تتخلى عنها نهائياً بلا رجعة وبقوة إرادتك (طبعاً تقدر) فعل ذلك بإذن الله ودعواتنا لك بالتوفيق .. ونحلم أن نحتفل قريباً بخبر إقلاع آخر مدخن ليس في بلادنا فحسب بل في العالم ليتنفس البشر هواءً نقياً بلا نيكوتين.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *