عتب المحب لشرطة ومرور جدة

• صالح المعيض

[COLOR=blue]صالح المعيض[/COLOR]

ذات مساء استنجد بي جاري باستشارة حول وجود سيارة في مواقف منزله واضح ان عليها حادثا مروريا وأن له شهرا يتصل بالشرطة فتحوله للمرور بحجة عدم وجود بلاغات عن السيارة ثم يتصل بالمرور فيكون نفس الجواب اتصل بالشرطة ليس لدينا بلاغ وبقي شهرا على ذلك المنوال ، طبعا تأثرت بوضع جاري خصوصا وانا منذ فترة استغرب وقوف تلك السيارة ، وفي صبيحة اليوم الثاني اتصلت بالعلاقات العامة بشرطة جدة وأوضحت لهم الامر فكان الاتصال المباشر من الدوريات الأمنية مشكورة وخلال دقائق ودقائق أخرى وإذا بالدوريات الأمنية في موضع الحدث بعد إن تم الاتصال بالرقم المدون ضمن معلومات المركبة المنوه عنها ، والذي لم يكن هنالك أي بلاغ عن السيارة لدى العمليات ، وتواجد بالموقع مندوب شركة التأجير والذي فاجأ الجميع بتعميم وبلاغ بتاريخ 28 /1/ 1434هـ أي قبل أكثر من شهر وبالتحديد (35 ) يوما والتعميم صادر من قسم شرطةالسامر تحت مسمى ( تعميم بحث عن مركبة مسروقة ) وتبين للأسف فيما بعد أن هنالك أكثر من بلاغ سواء من شرطة جدة او المرور .ولا ادري حقيقة ما إذا كان في هذا العصر هنالك أخطر من سرقات المركبات والتي بسببها تكون الكوارث وامهات الجرائم التي يصعب فيما بعد العثور على الجاني وإن حدث استغرق وقتا اطول لكون المركبة اداة جريمة متحركة ، واختفاؤها في هذا العصر يعني ولادة جريمة اكبر لاسمح الله.طبعا حيثيات عدم وجود التعميم لدى الدوريات الأمنية ندعه لجهات الاختصاص فقد يكون هنالك ما نجهله او حتى ما يدخل في تبعات المتابعة والرصد.
وحقيقة بما أن الحدث يجر الحدث وكما ذكرت في مقالات سابقة الذي اعرفه أن في كل إدارة شرطة إدارة هامة ومهمة تحت مسمى ( الأمن الوقائي ) وهذا شيء جميل ورائع أن يتبنى الآمن العام درء الأحداث قبل وقوعها بل ارى انه من اساسيات بناء أي مرفق أمني مهم وفعال يستشرف المستقبل وذلك يعد من مشاريع الفكر الأمني ونشر الثقافة الأمنية بمفهوما الشمولي المبسط لأكبر مساحة من المجتمع وذلك بالعمل الميداني المبني على البحث والتقصي من خلال الدراسات الميدانية التي تركز على مواقع ومسببات تكرار الجريمة أو المشكلة في حدها الأدني و بدعم من وسائل الإعلام واماكن التجمعات والمدارس والمناسبات والأحداث العامة واستحداث وسائل جيدة ذات أساليب متجددة ومتنوعة في الطرح تخاطب العقل الذي يحث بالتالي على ضرورة استيعاب الثقافة الأمنية ومدى ترابطها واستيعابها لكل جوانب الحياة وتعزيز روابط العلاقة الحميمة بين المواطن العادي ورجل الأمن وفي أي موقع هو منظومة تمثل كافة أفراد المجتمع سخرت لراحته وتدرس كل الوسائل والطرق الكفيلة بتجنيب هذا المجتمع بكل فئاته أخطار الجريمة والوقاية من وقوعها والعمل على علاجها إذا وقعت وذلك وبفضل الله في أضيق الحدود والوقاية من مخاطر أغلبها وأخطرها غير ماثلة ولا مشخصة ولا يسبقها أعراض في الغالب فتظل معها مهمته أقسى وأمر وتتطلب ديمومة الجد.
والأمن هنا ثمرة توحيد الجهود بين كافة الأجهزة وبين أفراد المجتمع ومؤسساته واليوم وفي هذا الموضوع وقد بذل المواطن ما عليه اناشد القائمين على إدارات الأمن الوقائي أن يكونوا اكثر تواصلا مع سائر الاقسام والتواجد ميدانيا بالبحوث والدراسات وتقصي الأسباب قبل وقوع الحدث ليضيف ذلك المزيد من النجاحات لرجال أمن عهدناهم جنودا أوفياء مخلصين منهم وبهم ومعهم بفضل الله نزداد أمناً وطمأنينة في ظل توجيهات قيادتنا السنية وسأضرب بمحافظة جدة مثالا لكوني أعايش احداثها منذ قرابة خمسة وثلاثين عاما إذا لايعقل أن يتغاضى الأمن الوقائي عن ظاهرة التسول وكأنها لاتعنيه في شيء مكتفيا بتحميل جهات أخرى مسؤلية ما يترتب على ذلك من سلبيات قاتلة كما يجب ألايمر ( الأمن الوقائي ) من امام مكاتب البريد بل والجوازات ومكاتب العمل والمساجد بل حتى الشرط نفسها ويشاهد الأعداد المهولة من مخالفي الإقامة في بسطات ينوء بحملها ( البعير ) ويقف متفرجا رغم إداركه أنه يعقب ذلك الصمت جرائم هنا وهنالك فأغلب تلك البضائع مسروقة ويدل على ذلك رخص اسعارها وان العامل يمكنه الهروب وتركها مكانها لأنها في الأصل اتت بالسرقة والربح فيما يبيع ، ظاهرة تكسير السيارات لسرقة محتوياتها ظاهرة لم يجرؤ احد على نفيها وتقع للأسف مكررة و( الأمن الوقائي ) مغيب دوره وإلا لما تكررت الحالات في مواقع معينة كذلك سرقة السيارات لم يعد امرا خافيا على احد وهنا أكثر من علامة استفهام عن دور ( الأمن الوقائي ) صورة كثيرة ومواقف اكثر يصعب التطرق لها في عجالة وكل تلك تؤكد على ضرورة تفعل دور الأمن الوقائي ليكون في الصورة وعندها سنجد أن هنالك أكثر من موقف كشف فيه احداثا قبل وقوعها وبذلك يكون للأمن الوقائي دوره الرائد والمميز والذي هو في الاساس صلب المنظومة الأمنية سيما في محافظة كجدة الحديث عن أهميتها يطول به المقال ولنا معه عودة قريبة بإذن الله نتناول معها جوانب أمنية أخرى تصب معطياتها بتوفيق الله فيما يخدم الصالح العام. هذا وبالله التوفيق .
جدة ص ب 8894 فاكس : 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *