[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سمــر ربـاح[/COLOR][/ALIGN]

كنت في طفولتي أنتظر رمضان بفارغ الصبر حيث كنا نقضيه مع الأسرة في جازان ,كنا نخرج أنا وبعض قريباتي وبنات الحارة للشارع في آخر يوم في شعبان ونردد (رمضان أجى مانهبله نهبله دجاجة تلعب له)
وهي أهزوجة أعتدنا سماعها من جداتنا وأمهاتنا .
كنت أتجول في شوارع البلد في شارع فيصل وأرى الناس وهم يتسابقون لشراء الأواني ومنتوجات الحرف اليدوية (المغش، الصحفة، والجونة وغيرها مما يستخدم لطهو الطعام وللشرب وحفظ بقية الطعام),كنت أرى جدي وهو يصبغ جدران منزله بالجبس والنورة ويلون أطراف السقف بالطلاء الأحمر ويشتري (القعد والشباري والغزالي) ليجلس عليها الضيوف في مجلسه .. كنت أرى الأطفال وبعض كبار السن يصطفون لشراء الزلابية والفول من محل عم غيلان وبقية منهم يجلسون على كرويت عم اسماعيل حسن ينتظرون مدفع الإفطار .كنت أعود للمنزل وأتابع أمي وهي تخرج (برمة) الشوربة من التنور وبعض الخبز (الخمير) المصنوع من القمح المخبوز بحب .كانت المائدة عامرة بأطباق جازانية شهية يتصدرها القوار وهو نوع من الخضار المطهوة بزيت السمسم وتنتهي المائدة بالشفوت (اللحوح مع اللبن والخيار) كنت أساعد أمي في الارتقاء لقمة شجرة الفل وإحضار بعض حبات منها وإسقاطها في خزان ماء الشرب ليعبق الماء بالفل.
كنت أنتظر المدفع كغيري من الأطفال لأستعد بعد ذلك للخروج (للحارة) لنلعب في أرجوحة خالة زهرة المصنوعة من حبال معلقة في (سهوة) تنتصب قامتها في (طراحة) المنزل ليختبئ تحتها التنور من حر الشمس .كان لرمضان في طفولتي تاريخ يفوح شقاوة معجوناً بالضحك والفرح.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *