عامل تاريخي وعامل اجتماعي

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمود محمد[/COLOR][/ALIGN]

يُعد ترويج التفسير الأحادي للنصوص الدينية التي جاءت على ذكر كل ما يمت للموسيقى بصلة والذي يخلص إلى حُرمة ممارستها أو الاستماع إليها ، و تقديمه على أنه الرأي ( الثابت و الوحيد ) للدين حيالها ، و من ثم مُحاولة مناهضة و إخفاء الآراء الأخرى التي فسّرت هذه النصوص تفسيرًا مُختلفًا ، أحد أبرز العوامل التي عمّقت الحالة الازدواجية تجاهها داخل المجتمع.
من ثمّ كان عدم الإحساس \”بشكل يقيني\” بمسوغات هذا الاجتهاد في التحريم ، المتزامن مع محدودية انتشار العلم بوجود آراء مُخالفة تفسر النص برؤية مُختلفة،سببًا في تشكيل حالة من التردد في التعاطي مع الموسيقى ممارسة وسماعًا ، مما وضع العقل الجمعي بين مطرقة الاستجابة لما يُعتقد أنه \”رأي الدين\” – حيث تنعدم الآراء الأخرى التي تحقق الطمأنينة الدينية لمجتمع متدين بطبعه – وبين سندان التفاعل مع الموسيقى الذي يحقق – مع حاجات أخرى – الإشباع الذاتي لهذا المجتمع ، ليثمر هذا ازدواجية في سلوكه ، فينحاز للتفسير السائد باسم الدين تارة ، وينحاز للموسيقى تارة أخرى ، مندفعًا بذلك لا شعوريًا نحو محاولة حثيثة لتحقيق توازن ما بين نزعتين : نزعة التدين ونزعة الاستجابة الفطرية للموسيقى.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *