[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بن أحمد الشدي[/COLOR][/ALIGN]

هذه الأمة تثق في ولي أمرها كل الثقة وعندما حدث ما حدث في جدة سارع إلى معالجة الأمر بكل حكمة ودراية ولم يجرّم أحداً قبل التأكد من حدوث التقصير وأصدر أمره بتشكيل لجنة على مستوى عالٍ وهي أيضاً هذه اللجنة موضع الثقة.. أطرح هذا الأمر أمام القارئ وكلي ثقة بأن الاخوة في وسائل الاعلام الكل مجتهد.. ولكننا بالغنا في التجريم من خلال ما كتب وما يعرض على الشاشة وهذا التوجه فيه استباق للحقائق.
صحيح أن ما حدث يهز الوجدان ويدمي القلب، ولكن يجب ألاَّ ننسى حدوث مثل هذه الكوارث في العالم ونحن في بلادنا لسنا استثناءً من هذا الكون ويجب أن نسلم بما قدر لنا والواجب أن نمارس في طرحنا الاعلامي الحذر في اطلاق التهم على الآخرين جزافاً، وأن نمارس ذلك بمسؤولية وطنية عالية بعيدة عن الانفعال، لأن الأمر يتعلق بمصلحة الوطن والمواطن وجميع من حول هذه القضية كلهم من المواطنين.
فيجب طرح هذا الموضوع بكل حذر وموضوعية، لا يجب علينا أهل الاعلام أن ننساق وراء كل من قال أو اتهم وأن نترك لهذه اللجنة التي كلفها ولي الأمر التحقيق فيما حدث وأن تعمل في جو مناسب بعيداً عن التصعيد والتشنج المقيت، وألاَّ نبدو كأننا فرحون بما حدث لا سمح الله.
إن الموضوع برمته في أيدٍ أمينة، فما علينا إلا الانتظار لنرى ماذا يسفر عنه مجرى التحقيق ومعالجة الأخطاء التي أوصلتنا إلى هذه الكارثة وعلينا أن نتحلى بالصبر والكياسة وألاَّ نندفع كما فعلت بعض القنوات التي فتحت بثها على الشارع وأخذت تطرح هذا الموضوع الشائك على المارة وكأنها – تلك القنوات – تبحث عن مادة صحفية حية تسد بها جوعها.
ولا أنسى الكثير من الكتاب فقد بالغوا في إرسال التهم والتجريح قبل أن تتضح الحقائق وهذا خطأ كبير إذا مارسنا الإعلام بهذا الشكل القاتل. أما مدينتنا الغالية جدة فقد أصبحت ينطبق عليها تلك التي وقعت فكثرت السكاكين التي تنهشها بلا رحمة!!
نرجو من الله أن يغفر لموتى هذه الكارثة وأن يوفق سمو رئيس اللجنة الذي عودنا على العمل الجاد وكذلك أعضاء اللجنة الأفاضل.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *